انتخابات المغتربين في فرنسا: نقمة كبيرة من البعض.. ونية التغيير حاضرة!
كتبت ليا سعد لـ “هنا لبنان” :
اقترب موعد اقتراع المغتربين المسجلين للانتخابات البرلمانية اللبنانية، والتي ستحصل في الدول التي تعتمد نهار الأحد كيوم عطلة، أو يوم الجمعة في الدول التي تعتمد الجمعة كيوم عطلة.
بلغ العدد الإجمالي للبنانيين غير المقيمين الذين تسجلوا في دول الاغتراب للإقتراع في الانتخابات لهذا العام 225,114 ناخباً مقارنة بـ 92,810 في انتخابات عام 2018. أي بزيادة تُقدّر بنسبة 165% وفقاً للدولية للمعلومات. “وحلّت أوروبا في الدرجة الأولى بأعداد بلغت 69,374 ثم آسيا والدول العربية في المرتبة الثانية بأعداد بلغت 56,939 يليهما أميركا الشمالية بأعداد وصلت إلى 56,578.
فكيف هي أرضية الانتخابات في فرنسا التي ستحصل في 8 أيار؟ وهل المغتربون متحمسون للانتخاب؟ ولمن ستكون أصواتهم هذا العام؟
توزعت الدوائر الانتخابية حسب كثافة عدد اللبنانيين في المناطق الفرنسية، وقد بلغ عددها 14 دائرة انتخابية، قسمت على عدة مراكز اقتراع، وقد تطوع عدد كبير من اللبنانيين للمساعدة في سير عملية الانتخاب بشكل جيد دون مشاكل.
“عدد كبير من المغتربين تسجلوا للإدلاء بأصواتهم، والبعض الآخر رافض لفكرة الاقتراع أساساً”، هذا ما رواه أحد المغتربين لـ “هنا لبنان”، وأضاف أن عدداً كبيراً من اللبنانيين في فرنسا لم تراع أماكن سكنهم مع أماكن اقتراعهم، فعلى سبيل المثال، العديد من اللبنانيين المقيمين في ضواحي باريس، تلقوا خبر ورود أسمائهم للاقتراع في مناطق جنوب فرنسا، والتي تبعد كثيراً عن مناطق سكنهم، مما سيخفف من عزيمتهم للذهاب والتنقل من أجل الإدلاء بأصواتهم، هذا ما سيكلفهم أيضاً الكثير من الوقت والمال للتنقل، مما سيخفف بالطبع من نسبة الاقتراع.
ورأى مغترب آخر، أن هذه الخطوة ليست بالبريئة، بل هي مقصودة من قبل السلطة وأجهزتها المتمثلة بالسفارة اللبنانية في فرنسا، هدفها الحد من عزيمة اللبنانيين المغتربين على الانتخاب والمشاركة في صنع القرار خصوصاً بعد انفجار 4 آب، الذي لعب فيه المغتربون دوراً كبيراً من خلال المساعدة المالية والتبرع من أجل المتضررين وإعادة إعمار بيروت.
فمن بعد هذه الحادثة لمس جزء كبير من المغتربين ضرورة تغيير المنظومة السياسية من أجل تحسين أوضاع أهلهم في لبنان، ومحاولة منهم لمحاسبة من فجر أهلهم.
وللأحزاب التقليدية وجود كبير في فرنسا، حيث يعطي المرشحون أهمية كبيرة للناخبين فيها من خلال إقامتهم لزيارات انتخابية هدفها شد العصب الانتخابي والتشديد على أهمية البقاء ضمن قوقعة الحزب و”مبادئه”. وما لا يراه غالبية المغتربين، هو أن معظم الأحزاب “تمننهم” بحقهم بالاقتراع، وبالدفاع عن حقوقهم.
والمختلف هذا العام، هو وجود واضح لقوى التغيير في فرنسا، حيث قام عدد من المرشحين في مختلف الدوائر الانتخابية اللبنانية بزيارات لفرنسا هدفها الترويج لمشروعهم الانتخابي، واستقطاب أكبر عدد من الأصوات.
والمفاجأة هذه الدورة، أن جميع قوى التغيير، توافقت على تأمين مندوبين مشتركين للوائحها في الخارج على عكس الانتخابات الماضية في العام 2018.
فالانقسامات الموجودة في لبنان بين قوى المعارضة، وعدم التوافق على تشكيل لوائح موحدة هي عينها بين شبكات الاغتراب، فبعضها يدعم لوائح القوى التغييرية الصرف والبعض الآخر يدعم أيضاً لوائح قوى المعارضة التقليدية. لكن هذا لم يحل دون اتفاق شبكات الاغتراب، إضافة إلى عمل منصتي كلنا إرادة ونحو الوطن على تأمين مندوبين مشتركين لجميع لوائح المعارضة لتكون موجودة يوم الانتخابات.
ولكن هذا يطرح علامة استفهام كبيرة حول نسبة نجاحها إذا تشرذمت الأصوات ولم تصب نحو مرشح معين لإعطائه الفرصة للوصول للندوة البرلمانية. فتشتت الأصوات لا يفيد، بل على العكس، يخفف من نسبة نجاح المرشح!
أوضح مصدر رفيع في السفارة اللبنانية في فرنسا لـ “هنا لبنان”، أن السفارة كانت وستبقى بجانب اللبنانيين الفرنسيين لخدمتهم وتسهيل معاملاتهم بقدر الإمكان. وأضاف المصدر أن السفارة وضعت خطاً ساخناً مخصصاً للانتخابات بأيدي اللبنانيين في حال احتاجوا لأي معلومة أو استفسار، والخط الساخن موجود على مواقع التواصل الاجتماعي للسفارة كما وعلى موقعها الإلكتروني. ولدى سؤال المصدر عن سبب الفوضى الحاصلة بما يخص مكان اقتراع بعض المغتربين، فضل عدم التعليق عن الموضوع، وأضاف أن هذا العام لاحظت السفارة حماساً لدى اللبنانيين للاقتراع خصوصاً وأنها تلقت العديد من الاتصالات من المغتربين للاستفسار عن كيفية التسجيل للاقتراع، هذا ما لم تلمسه بنفس الطريقة في الانتخابات الماضية.
إذاً، استحقاق الانتخابات النيابية يقترب، وفرصة التغيير أمامنا كلبنانيين مغتربين أو مقيمين، فأحسنوا الاختيار لأن الندم لا ينفع بعدها!
مواضيع مماثلة للكاتب:
ارتفاع إضافي بالدولار.. هكذا افتتح صباحا في السوق السوداء | الجيش: عمليات دهم في دار الواسعة | ما سرّ خاتم الملك الذهبي؟ |