جريمة الشياح: أصدقاء هادي يرجحون ارتباطه بـ “حزب الأمير”
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان” :
بعد أن ألقت القوى الأمنية القبض على الشاب هادي إبراهيم سليم الذي قام بقتل والدته بدم بارد خلال أدائها الصلاة بـ 7 طعنات بسكين في رأسها ورقبتها في جريمة مروعة هزّت منطقة الشياح – شارع المصبغة.
وفيما لا تزال دوافع الجريمة غامضة يقول فراس بلوق صديق الجاني أنّ هادي الشاب الثلاثيني كان مهذبًا وخلوقًا خلال فترة الدراسة، ولم يكمل تحصيله التعليمي وعمل في مجال خدمة الدليفيري وبعدها فتح محلاً خاصاً به لبيع الملابس الرياضية في المنطقة، وهو من عائلة محافظة “نقية وتقية”، متماسكة مثالية وخالية من المشاكل.
لم يشكُ هادي من أي اضطراب نفسي أو سلوك شاذ خلال فترة الدراسة وحتى بعدها إلا أنه خلال الأربع سنوات الماضية بدأت تظهر عليه سلوكيات غريبة وأصبح يمارس طقوساً غير مألوفة لكنها كانت باعتباره مقدسة، حتى وصل به الأمر بحسب مقربين منه أن يعلن نفسه مؤخراً في الحي أنه “المهدي المنتظر”.
وبحسب فراس “فإن هادي كان يوزع منشورات على أبناء الحي يدعوهم إلى ضرورة الانضمام إلى أصحاب الإمام المهدي وكان يقول أشياء غريبة لهم، وعلى ما يبدو وبعد أن علمت والدته بما يقال عن ابنها من الجيران حاولت منعه من ممارسة هذه الطقوس والعقائد الدينية والضغط عليه، فنقم عليها حتى اختلى بها أثناء الصلاة وغدرها”.
ويرجّح فراس بحسب ما يُقال في المنطقة أن هادي ربما انضم إلى جماعة تدعى “حزب الأمير” نسبة إلى أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، وهي جماعة شيعية متشددة متطرفة تنشر عقائد غريبة لا تمت للشيعة بصلة، عرف عنها تعظيمها الإمام علي وجعله أفضل من النبي محمد ومن كل الأنبياء، وإعلان هذا الأمر في مجالس العزاء.
وقد وصلت أفكار هذه الجماعة إلى المناطق الأكثر حرماناً وعوزاً في الضاحية الجنوبية وكان مقرها الرئيسي في عربصاليم.
ويتابع: “كانت دعوات الانضمام لهذه الجماعات المتطرفة تتم بسرية وبشكل شخصي وبعد كشف أمرهم والتضييق عليهم بدؤوا يلجأون إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنشر معتقداتهم والتأثير على الناس وخصوصاً الفئات الأقل وعياً”.
كما يوضح أن هادي كان يتردّد إلى العراق وخلال زيارته الأخيرة انقلب حاله رأساً على عقب وبدأ وضعه يزداد سوءاً، وربما تلقى دروساً دينية متطرفة هناك أو تعرض إلى “عملية غسيل دماغ”، مشيراً إلى أن أهل الجاني لم يتوانوا عن متابعة وضع ابنهم النفسي وقد عرضوه على أكثر من طبيب نفسي وأدخلوه قبل فترة إلى مستشفى بشامون التخصصي لمتابعة وضعه، ولكن للأسف في لبنان لا تزال الاستجابات المرتبطة بالصحة النفسية غير مدعومة ولا يوجد مصحات تعنى وتتابع أوضاع المرضى النفسيين أو تؤمّن لهم مكاناً يُبعد الخطر عنهم وعن المحيطين بهم.
كما وأنّ المرضى النفسيين في لبنان لا يتوافر لهم أي مجال لعلاج خارجي على نفقة وزارة الصحة يشارك فيه اختصاصيون في ميادين مختلفة (اختصاصي في علم النفس، طبيب نفسي، مرشدة اجتماعية، اختصاصي في العلاج الانشغالي…) من شأنه أن يعيد إدماجه في المجتمع. وربما هذا الأمر ساهم في تدهور وضع هادي وأفقده صوابه بعد أن “تعرّض للانتكاسة الكبرى”، “أنا مقهور على صديقي كان آدمي ومحترم والكل بيشهد، ما بعرف شو ممكن يعمل بس يوعى ويعرف إنو قتل إمو”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |