تعرّفوا إلى الفائز الأكبر في الانتخابات
كتب طارق كرم ناشر منصّة “هنا لبنان”:
يعدّ رؤساء الكتل نوّابهم. يحسبون الفائزين. وكذلك يفعل أهل الإعلام والإحصاء وكلّ مهتمّ بالانتخابات. يغفل هؤلاء جميعاً عن اسم الفائز الأكبر في الانتخابات النيابيّة. يُدعى بسام مولوي.
دخل وزير الداخليّة والبلديّات القاضي بسام مولوي الانتخابات وخرج منها بيدَين نظيفتين، ولسانٍ مُصان، وضميرٍ مرتاح. لا شَتم ولا شُتِم. لا زوّر ولا كان شاهداً على تزوير.
نظّم انتخابات بـ “اللحم الحيّ”، في بلدٍ منهار، لا مال فيه ولا كهرباء ولا إمكانّيات ولا أوراق في الدوائر ولا محروقات…
لم تُوجّه اتّهامات إلى فريق عمله، ولا سيّس ملفّاً، ولا تبنّى مرشّحاً ولا ساعد أحداً، إلا بالقانون، هو الآتي من القضاء، فكان عادلاً ومعتدلاً.
وما الانتخابات التي نظّمها مولوي إلا حلقة في مسيرةٍ بدأها في وزارة الداخليّة، كان فيها على مسافةٍ واحدة من الجميع، وصان فيها الوزارة من تدخلاتٍ وإملاءات.
وكان رأس حربة في التصدّي لملف التهريب إلى دول الخليج. وكان الأكثر حرصاً على العلاقات مع هذه الدول، فبذل جهداً، في السياسة والأمن والإعلام، بينما كثر المتخاذلون وناكرو الجميل.
يستحقّ بسام مولوي تحيّة تقدير على ما أنجز. انتخابات بلا “دعسة ناقصة” من وزارة سارت بين الألغام، فتجنّبتها، وجنّبت البلد.
ويستحقّ صفة الفائز الأكبر في الانتخابات، والإشادة ممّن سيخرج من رؤساء الكتل والأحزاب ليتحدّث عن انتصاره، بينما الانتصار الأكبر صنعه من قام بواجبه على أكمل وجه، بل تخطّى كمّاً كبيراً من العصي التي وُضعت في عربة “الداخليّة”.
عسى أن يُنصَف بسام مولوي ممّن سيعمل على تشكيل الحكومة المقبلة. كم نخشى، في هذه الجمهوريّة العجيبة، من معاقبته على نزاهته وصلابته وشفافيّته.
ولكن، يكفيه فخراً أنّه، حين سيخرج من الوزارة، لن يجد إصبع اتّهامٍ واحد يوجَّه إليه… وكم نتمنّى ألا يكون خروجه من “الداخليّة” إلا باتّجاه السراي.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ارتفاع إضافي بالدولار.. هكذا افتتح صباحا في السوق السوداء | الجيش: عمليات دهم في دار الواسعة | ما سرّ خاتم الملك الذهبي؟ |