مهنة حدادة وبويا السيّارات في أزمة
كتبت فاتن الحاج حسن لـ “هنا لبنان”:
بعد تدهور قيمة الليرة بفعل ارتفاع سعر صرف الدولار، تأثّرت معظم المهن والمصالح التجاريّة والصناعيّة والزراعيّة والخدماتيّة.
فكلّ القطاعات تقريباً تضرّرت من جرّاء هذه الأزمة المتمادية.
ومن بين تلك المهن التي تراجعت بشكلٍ كبيرٍ مهنة حدادة وبويا السيّارات.
هذه المهنة التي لا غنى عنها لكلّ صاحب سيّارةٍ أو شاحنةٍ أو آليّةٍ سيّارة، يحتاجها الجميع بين فترةٍ وأخرى لإصلاح تلف السيّارة من الخارج ولتصبح ضروريّةً عند وقوع حادثٍ للسيّارة.
فإصلاح السيّارة من الخارج مكمّل لإصلاح الميكانيك فيها.
عن المشكلات والأزمات التي تصيب هذه المهنة والتراجع الحادّ في الإقبال عليها بسبب الوضع الاقتصادي والمعيشي والمالي المتدهور الذي يصيب أغلب الناس والمهن، سألنا صاحب ورشة حدادة وبويا في جبيل هو فادي عساكر، الذي أوضح لنا الآتي:
“إنّ مهنتنا تهدف إلى إصلاح السيّارات من كلّ نوعٍ وإعادتها إلى حالةٍ جيّدةٍ وإلى شكلها المرتّب. ويقصدنا من أصيبت سيّارته من جرّاء اصطدامٍ أو حادثٍ أو من أتلفت بويا سيّارته أو تشقّقت أو اهترأ هيكلها.
تبدأ المرحلة الأولى دوماً بالحدادة، حيث نجلّس ما اعوجّ من حديد السيّارة ونعيده إلى حالته السليمة، وبعد ذلك يأتي دور البويا حيث يتمّ حفّ الحديد جيّداً وتأسيسه وطلاؤه بالمعجونة، وبعد عدّة محاولاتٍ يُرشّ الحديد بالدهان باللون الأصلي للسيّارة.
في هذه الأيّام، تراجع إقبال الزبائن لأنّهم يؤجّلون قدر الإمكان دهان وحدادة سيّاراتهم إلّا في الحالات الطارئة والضروريّة. وسبب ذلك هو عدم قدرة هؤلاء على دفع تكاليف إصلاح وصيانة السيّارات لارتفاعها بشكلٍ مطّرد تبعاً لغلاء أسعار الموادّ اللازمة للإصلاح وتسعيرها بالدولار، مع العلم أنّها موادّ مستوردة من الخارج.
إضافةً إلى أنّنا نتكبّد مصاريف إضافيّةً لا يُستهان بها بفعل غلاء أجور العمّال في هذه المهنة، ما يضطرّنا لتحميل الزبون جزءاً من هذه التكلفة أيضاً.
بنتيجة كلّ ذلك، فقد تراجع العمل في ورشتنا ككلّ ورشات الحدادة والبويا الباقية، وأصبحت المداخيل لا تكفي لسدّ أجور العمّال ولتغطية فواتير الكهرباء والمولّدات والغاز الذي نستعمله باستمرارٍ للتلحيم”.
هذا مثل إضافيّ على الأزمة التي تطال جوانب عيش المهنيّين بفعل غلاء الأسعار وارتفاع سعر صرف الدولار، فهل من مستمع إلى شكاوى المهنيّين؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
 قطاع تربية النحل بين الإهمال الحكومي والاهتمام الأممي |  فؤاد شهاب .. “الرئيس القائد”! |  متلازمة الفيبروميالجيا: الأسلوب الأفضل للعلاج |
