الاشتباه بحالتي “جدري قرود” في لبنان…فهل من داعٍ للهلع؟
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان” :
بعد أن عاد اللبنانييون إلى “الهدوء النفسي” بعد أن أرهقهم فيروس كورونا، جاء المرض الفيروسي “جدري القرود” الذي اقتحم العالم، ليعيدهم إلى زمن الخوف والقلق، وسط أنباء عن الاشتباه بحالتين لشخصين وصلا إلى لبنان من أفريقيا.
و في وقت لم تتلقَّ منظمة الصحة العالمية أي تقرير من المنطقة العربية يشير إلى تسجيل إصابات بمرض جدري القرود، يكشف البرفسور محمد فهمي خروب الأخصائي في طب الأسرة والطب الوقائي عن معاينته لحالة من “جدري القرود” في لبنان ولديه عوارض، إضافة إلى تلقيه خبراً عن حالة مشتبه بها لشخص آخر قادم من أفريقيا.
“فهل من داعٍ للهلع”؟
في حين أكد وزير الصحة العامة د.فراس الأبيض أن لبنان لغاية اللحظة بمنأى عن الإصابة بفيروس جدري القرود، يقول خروب أنّ “الاشتباه بوجود حالات مصابة بالمرض، يختلف عن تأكيد الإصابة، حتى اللحظة لا يمكننا تأكيد أي حالة في لبنان لأن وزارة الصحة والمنشآت الصحية ليس لديها فحوصات الـ PCR وفي الوقت ذاته لا يمكنها جزم مسألة خلو لبنان من أي إصابة، متهماً الأبيض وفريقه الطبي بافتقادهم لطريقة التعاطي مع الأزمات”.
ويتابع خروب: “اليوم كطب وقائي يوجد في لبنان حالتين مشتبه بإصابتهما بالمرض، وذلك بسبب ظهور العوارض عليهما وهي: وجع في الرأس وآلام في العضلات والمفاصل وارتفاع درجة حرارة الجسم وتستمر هذه العوارض مابين 3 إلى 5 أيام قبل أن يظهر الطفح الجلدي، والأهم من ذلك أن يكون الشخص المشتبه بإصابته قادم من دولة ثبت فيها وجود المرض، من هنا يتوجب على المجتمع اتخاذ الإجراءات اللازمة بهدف الوقاية من الانتشار”.
ويردف: “في حال تم تأكيد أي إصابة على المريض أن يحجر نفسه لمدة أسبوعين، أما في حال ظهور الطفح الجلدي فعليه أن يبقى ملتزماً بالحجر حتى اختفائه كلياً”.
أما بالنسبة للأشخاص الذين تلقوا لقاح الجدري، فيشير خروب إلى أنهم أقل عرضة للإصابة وذلك بنسبة 15% فقط، لأنه بحسب آخر الدراسات يعطي اللقاح الحماية بنسبة 85%.
وفي سؤال عن مدى خطورة مرض جدري القرود مقارنة مع فيروس كوفيد-19، يوضح أنه أقل خطورة كما وأن نسبة العدوى ضئيلة جداً، ولكن لا يعني ذلك أن نتأخر عن اتخاذ الاحتياطات والإجراءات اللازمة.
ويلفت إلى أن هناك أنواع من مرض جدري القرود، والنوع المنتشر حالياً أقل خطورة وأقل قدرة على الانتقال.
ويأسف خروب لعدم توفر فحوص الـ PCR الخاصة بالمرض في لبنان حتى الآن، مؤكداً أن وزارة الصحة طلبت منه إرسال الفحوصات للحالتين المشتبه بهما إلى الخارج للتأكد من النتائج.
وبعد أن أعلنت الوزارة إعطاءها التوجيهات لمديرية الوقاية في وزارة الصحة العامة لأخذ الإجراءات، سواء من خلال المنافذ، لا سيما مطار رفيق الحريري الدولي أو من خلال المعاينة في العيادات مع أطباء الأمراض المعدية، قال خروب: التاريخ يعيد نفسه في لبنان، مذكراً بالمقولة الشهيرة لوزير الصحة السابق “لا داعي للهلع”، أما الوزارة الحالية وبحسب تعبيره فتنطبق عليها مقولة: “لا داعي لأي شي” لأنها على كوكب آخر حيث تفتقر للبروتوكولات والإجراءات وحتى للوعي فهي حتى الآن لم تقم بأي خطوة استباقية لتثقيف وتوعية المواطنين وتعريفهم بالمرض، وكأننا بعيدين كل البعد عنه، داعياً الوزارة إلى أخذ الاحتياطات اللازمة كي لا تنفلت الأمور من عقالها وينتشر المرض ونصبح في وضع لا يحمد عقباه”.
ويتوجه بكلمة للشعب اللبناني: “لا داعي لأن نخسر صحتنا بسبب إهمال المسؤولين وعدم تحملهم المسؤولية، خذوا احتياطاتكم دون أن تصلوا إلى مرحلة الوسواس، آملاً أن تكون هذه المرحلة آنية وأن يتم السيطرة عليها في أسرع وقت”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |