تربية الحيوانات الأليفة في المنازل بين المتعة والحذر من مخاطرها على الأسرة
كتب مازن مجوز لـ “هنا لبنان”:
تتعدد هواياتنا حسب ميولنا ورغباتنا، لكن رائد اختار هوايته المفضلة وعلى الرغم من صعوباتها وتحدياتها إلا أنه يجد راحته التامة فيها وهي تربية الكلاب والقطط في المنزل.
تشهد بيروت وبعض مناطق جبل لبنان انتشاراً واسعاً لظاهرة تربية الكلاب والقطط في الآونة الأخيرة حتى بات هناك أماكن وشوارع تعج بالكلاب والقطط وبأصحابها سعيا لترفيهها بعيداً عن المنزل الذي تحول إلى مكان مشترك لإقامة الاثنين معاً، ولو لم تنسحب هذه القاعدة على الجميع لكن في مقابل إهمال الأهل لتربية أولادهم الذين بتنا نراهم يتسكعون في شوارع الأحياء الشعبية وأزقتها لساعات طويلة ما يحرمهم الكثير من عناصر التربية السليمة.
وإذا كان هناك من يجلب هذه الحيوانات الأليفة للزينة وحباً بالحيوانات الأليفة، وآخر للحراسة وتدريبها على الاستماع والانضباط لتصبح نموذجاً قوياً في الوفاء لصاحبها، وثالث للتربية والترفيه فعلى كل من هؤلاء الانتباه لتربية أطفاله وصغاره وعدم إغفالهم وتركهم يكتسبون عادات وسلوكيات غير لائقة من رفاق السوء في تلك الشوارع والأزقة.
ويؤكد رائد أبو شقرا من منزله في دير القمر في حديث لـ “هنا لبنان”: “محظوظ من يملك كلباً وقطاً مدرباً وصديقاً وفيًّا ومساعداً أميناً، لقد تمكنت بكلفة بسيطة من امتلاك كلب وكلبة، دربتهما مع الوقت ليكتسبا الصفات التي أحب أن يتميزا بها بعد ترويضهما على مدى أشهر عدة”.
فـ “هاتسي” البالغ من العمر 4 سنوات يقضي أوقاتاً طويلة برفقة سكاي البالغة من العمر سنة وأربعة أشهر فيما القطة “وايتي” أتمت السنتين من عمرها منذ أسبوع، في وقت باتت طفلته الصغيرة صديقة لهم جميعاً تلعب معهم دون خوف ولا حتى من قبل والدها ووالدتها.
كل واحد من هذه الحيوانات الأليفة يحتل مكانة خاصة في قلب رائد، فهو يعتبر تربية الكلاب والقطط عشقاً وغراماً، “هؤلاء أكثر من أصدقائي لا أستطيع التخلي عن أي منهم أو بيعه لأنها تعني لي الكثير، فهي تتميز بالذكاء والخفة أرعاها وأربيها وأدربها كل يوم على طريقتي” يشرح رائد علاقته بهذه الحيوانات الأليفة .
أما علي م. (طالب جامعي) فيروي في حديث لـ “هنا لبنان” قصته مع كلبه “ميلو” من منزله الكائن في محلة عين الرمانة “بدأت التعلق به منذ الصغر، واكتشفت لاحقاً كم هو صديق وفي لصاحبه وفي حال اقترب منك شخص محاولاً إيذاءك، فتراه على الفور يدافع عنك بكل إخلاص، صفة لم أعد أجدها لدى الكثير من البشر، وهذا أهم سبب دفعني للتمسك به وتربيته في المنزل، أما والدتي لا تتخلى عن قطتها “بايلي” التي تعيش معنا أيضاً في المنزل، وهي تقضي السهرة معنا برفقة “ميلو”، ما يضفي على سهراتنا الكثير من المتعة والتسلية”.
وفي هذا السياق تعلق الدكتورة في علم النفس العيادي إيمان رزق في حديث لـ “هنا لبنان”: “تربية الحيوانات الأليفة خطوة يقدم الكثيرون عليها لأسباب مختلفة، منهم من يقتنيها من باب المتعة أو التسلية أو حباً في الحيوانات، والبعض الآخر يقتنيها رغبة أن يشاركهم الحياة كصديق وأنيس وفي، والبعض من باب استلطاف فكرة الاقتناء والامتلاك، وللأسف فبعضهم يتعامل معه كاللعبة، فيبتهج ويتسلى به قليلا ثم يهمله بعد ذلك”. لافتة إلى وجوب الانتباه إلى نظافة هذه الحيوانات لتجنب نقلها الأمراض إلى أفراد العائلة.
وتضيف بأن وجود حيوان أليف في المنزل ينعكس إيجاباً على الأسرة بأكملها، ولكن في الوقت نفسه، يشكل مسؤولية جديدة على الأسرة، ويجب على جميع أفرادها تحملها والمشاركة في رعايته، ليكون الجميع سعداء به، لافتة إلى وجوب أن يكون اختيار اللبناني للحيوان الأليف ملائماً للأسرة كلها، حتى لا يتحول من مصدر للسعادة إلى عبء إضافي عليهم، ويبعدهم عن مسؤولياتهم الأهم وهي تربية الأطفال بالشكل المطلوب.
وتنطلق رزق من مقاربة أن على الأهل أو عاشقي هذه الحيوانات إدراك أن قواعد اللعبة تفرض أولوية تربية أولادنا جيدًا، وعدم تركهم في الشوارع والأزقة يمرحون ويكتسبون عادات سيئة من رفاق السوء فيما والدهم أو والدتهم أو أي فرد من أفراد الأسرة، يتلهى باللعب مع أحد هذه الحيوانات الأليفة في المنزل، هذا ما يجب أن يتجنبه الأهل تحت أي ظرف كان.
وفي الختام، لا بد لكل عشاق الحيوانات الأليفة الانتباه جيداً لعدم تحول وجودها في المنزل إلى عنصر ضار بأفراد الأسرة، وألّا يكون الاهتمام بها على حساب تربية أولادنا ما يخلق خللاً في الرؤية وعدم توازن، حيث أن التقصير في المسؤولية هنا سيدفع ثمنه الأهل عاجلاً أم آجلاً.
مواضيع مماثلة للكاتب:
“ابتكار لبناني”.. أملٌ واعد لفاقدي البصر! | بين القوننة والأنسنة.. هل تهدّد التكنولوجيا أطفالنا؟ | لبنان غنيّ بالمياه الجوفية العذبة.. ثروة مهدورة بلا استثمار! |