لو نافس التيّار “البلطجي”
كتبت إليونور اسطفان لـ “هنا لبنان”:
يحاول الساعون إلى إتمام الصفقات السياسية مع الرئيس نبيه بري الذين عملوا على “شيطنته”، أن يغطوا فعلتهم هذه أمام أنصارهم إما بتكرار الحديث عن تحالف من تحت الطاولة بين القوات اللبنانية ورئيس حركة أمل فوصل بهم الخيال إلى حدّ الحديث عن تواطؤ بين الجانبين في أحداث الطيونة، وإما بابتداع الحديث عن أنّ القوات اللبنانية لو أنها فعلاً ضدّ الرئيس بري لكانت تبنت في الانتخابات النيابية مرشحاً شيعياً وأمّنت فوزه ونافست به الرئيس بري على رئاسة مجلس النواب.
لم تكن القوات اللبنانية هي التي وصفت الرئيس بري “بالبلطجي” ولم تكن هي من صوّرته “عنواناً للفساد” وألصقت به كل “الموبقات والممارسات” واتّهمته بعرقلة الإصلاح وإنقاذ البلد بدءًا من قطاع الكهرباء، بل أتت كل هذه الصفات من قبل التيار الوطني الحر الذي وانطلاقاً من هذا الواقع كان يفترض به أن يرشّح شيعيّاً في الانتخابات ويؤمن فوزه لمواجهة الرئيس بري لاحقاً في انتخابات رئاسة المجلس، ولكنه بدلًا من فعل ذلك عمد إلى التحالف الانتخابي معه والاستفادة من الحواصل المحققة بالأصوات الشيعية لإيصال نواب للتيار إلى الندوة البرلمانية وصولاً إلى استحقاق تسديد هذا الدين في انتخابات رئاسة مجلس النواب.
إزاء هذه الحقيقة المرة كان لا بد من إثارة غبار التعمية فرمى هؤلاء كرة بقاء الرئيس بري في منصب الرئاسة الثانية في ملعب القوات اللبنانية في محاولة منهم لغشّ من تبقى من الرأي العام، ولنفترض أن القوات رشّحت شيعياً وفاز في الانتخابات، فهل كان بإمكانها أن ترشحه لينافس الرئيس بري جدّيّاً في رئاسة المجلس؟ هل يعتقد هؤلاء أن ثنائي أمل وحزب الله كان سيترك هذا الأمر يمر مرور الكرام؟ هل يصدّق هؤلاء فعلاً أنّه لو حصل هذا الأمر لكان سهلاً على النّوّاب الوصول إلى المجلس النيابي؟ أكان هذا النائب الشيعي المعارض لو وصل ليكون مستعدًّا فعلاً لخوض هكذا تجربة لا يعلم إلى أين تودي به؟
ليس من العيب عقد الصفقات وحتى مع الخصوم ولا مشكلة في إقناع أتباعكم بها فهؤلاء غُسلت أدمغتهم من كل عقل ومنطق.
مواضيع مماثلة للكاتب:
الخطيئة المميتة | قضية فساد الأدوية المزوّرة: القاضية جويل أبو حيدر تواجه جو دبس لحماية صحة الأطفال.. وقرار ظنّي بجو دبس بجرائم الغشّ والتزوير وتبييض الأموال | باسيل يلعب بنار التيار |