لبنان كولومبيا الشرق الأوسط.. ونسبة الإدمان ارتفعت أربعة أضعاف خلال سنة!


أخبار بارزة, خاص 2 حزيران, 2022

كتبت ليا سعد لـ “هنا لبنان”:

تتفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان مع مرور الأيام، جارفة معها مستقبل الشباب الذي أصبح رهينة طبقة سياسية فاسدة دمرت كل ما في طريقها للوصول لغايتها. والشباب اللبناني، هم أكبر الخاسرين في هذه الحرب التي يعيشها اللبنانيون من أجل ضمان حياة كريمة في بلدهم.

فقد لجأ قسم كبير من الشباب اللبناني إلى تعاطي المخدرات، للهروب من الواقع الذي يعيشونه، وللهروب من غالبية الضغوطات اليومية التي تزيد الحمل على أكتافهم.

فكم بلغت نسبة الإدمان على المخدرات في لبنان؟ ما هي المواد الأكثر استعمالاً من الشباب؟ وهل أصبح لبنان “كولومبيا” الشرق الأوسط؟

كل هذه الأمور، أجابنا عليها جوزف حوّاط رئيس جمعية “جاد- شبيبة ضد المخدرات”، التي تعنى بالمدمنين وبإعادة تأهيلهم.

أوضح حواط لموقع “هنا لبنان”، أنه لا إحصاء دقيق لعدد المدمنين على المخدرات في لبنان، وآخر إحصاء تمّ في عام 2000 مع منظمات أهلية، ولا أرقام دقيقة لأن أرقام شعبة المعلومات تتكرر وبعض الأحيان لا تخزّن بشكل يمكّن دراستها.

والسبب الأول لهذه الزيادة، هو يأس الشباب والوضع الاجتماعي والاقتصادي الآخذ بالتدهور والتراجع مع مرور الوقت. فيجد الشباب أنفسهم يائسين مستسلمين للواقع ويكون استهلاك المخدرات المنفس الوحيد لمحاولة الهروب من الواقع وتخطيه.

وأضاف حواط، أن نسبة المدمنين الوافدين إلى مركزهم لتلقي العلاج ارتفعت أربعة أضعاف عن العام الماضي، هذا الرقم المرتفع جدًّا لعام واحد، ينذر بكارثة اجتماعية شبابية تهدد بدمار الشباب اللبناني اليائس.

وأعطى حواط تفاصيل المواد الأكثر تعاطياً في لبنان، وفي المرتبة الأولى تأتي “حشيشة الكيف”، وهي بطبيعة الحال الأكثر تعاطياً بسبب وجودها بوفرة وزراعتها في لبنان وسهولة الحصول عليها.

ثانياً، “حبوب الكبتاغون”، التي تعتبر المادة “الجديدة القديمة” للتعاطي في لبنان، وثالثاً مادة الـ “فريبايز”، أو “حجر الكوكايين”، التي تعد أكثر خطورة من الكوكايين.

وروى حواط، أن المواد المتعاطاة في لبنان، تكثر أكثر فأكثر مع مرور الوقت. فقد لوحظ دخول مادة جديدة على سوق الاتجار وقد حلّت محل “السيلفيا”، وهي “الكريستال ميث”، وحدد حواط أن غالبية متعاطي هذه المادة هم من “مجتمع الميم” دون توضيح السبب.

وشدد حواط على موضوع العرض والطلب في سوق الاتجار بالمخدرات، فكلّما توفرت المادة بكثرة، ارتفعت نسبة المدمنين في المقابل، نظراً لسهولة الحصول على المادة وزهادة سعرها.

وعن نسبة تهريب المخدرات، شرح حواط أن نسبة ضبط تهريب المخدرات في العالم بلغت 12% فقط، وفي لبنان ترتفع هذه النسبة من الضبط إلى الـ 15% تقريباً، وهو أمر جيد.

ولكن، علينا الانتباه أن ضبط التهريب يتركز على المرافق الكبيرة كمطار بيروت ومرفأ بيروت، والمرافئ الأخرى متروكة كمرفأ صيدا، صور طرابلس ومعبر المصنع والمعابر غير الشرعية، والتي تهرّب من خلالها آلاف الأشياء التي لا يمكن ضبطها وتحديدها.

“لبنان ممول المخدرات للدول المجاورة”، هذا ما قاله حواط عن الحركة السياحية التي تتأثر بشكل كبير بهذا الأمر. وشدد على أن لبنان هو المصدر الأول لمادتي الكبتاغون والحشيش لدول الخليج والدول المجاورة. وما يثبت ذلك، عمليات إحباط تهريب الكبتاغون إلى دول الخليج التي حصلت العام الماضي ومنذ فترة وجيزة.

أما بالنسبة ألى مادة “الهيرويين”، فالمصدّر الأكبر لها هو أفغانستان بنسبة 80%، وأضاف أن زراعة الأفيون تتواجد في لبنان ولكن ليس بحجم أفغانستان وقدرتها على التصدير. أما بالنسبة للكوكايين، فدول أميركا الجنوبية هي المصدر له، وسعره مرتفع في سوق التجارة في لبنان نظراً للحصول عليه من الخارج وتأثره بسعر صرف الدولار.

وعن فضائح الشرطة القضائية ومكتب مكافحة المخدرات وعلى صعيد القضاة، كشف حواط أن كل هذه الأمور هي في صدد المتابعة من قبل الجمعية مع بعض “الشرفاء”، للتصدي لهذه الآفة الخطيرة.

وفي نهاية الأمر، نصح حواط الشباب بالابتعاد عن المخدرات واللجوء إلى أمور أخرى كالرياضة والقراءة والزراعة، هذه الأمور التي تخفف من الضغط النفسي وتساعدهم على الهروب من الواقع أيضاً، ودعا الدولة إلى الاهتمام أكثر بالجمعيات التي تساعد المدمنين وتخصيص مراكز علاج متطورة لإعادة ضخ الحياة في المدمنين بعد العلاج.

إذاً، ارتفاع نسبة الإدمان بشكل كبير يهدد البنية الشبابية في لبنان، وحماية التجار في أوكارهم من قبل بعض “رجال الدولة” المرتشين، هي التي سمحت لهم بفرض بطشهم ودسّ سمهم بين الشباب. فإلى متى ستبقى “الرؤوس الكبيرة” محمية؟ وإلى متى سيبقى موضوع الإدمان مهمَلًا ومراكز العلاج منسية؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us