الوجه الاقتصادي لمحمد رعد
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :
لا يترك الحاج محمد رعد، كبير برلمانيي “حزب الله”، مناسبة تأبينية من دون كلام سياسي أو اقتصادي أو تعبوي ومن دون تقديم طرح جديد. يتكلّم الحاج فقط على المنابر. يخاطب غالباً جمهوره ويضمّن إطلالاته المنبرية رسائل ودّية ومسمومة بحسب الجهات المُرسل إليها. يحاور رعد نفسه في مونولوغات كما يفعل المرشد الأعلى. لا يحتمل قادة “الحوزب” صحافياً يسأل عما آلت إليه التحقيقات في قتل هاشم السلمان مثلاً، أو عن الترهيب الذي مورس على المرشحين الشيعة في الإنتخابات الأخيرة، ولا عن لقمان سليم الذي ورد اسمه على أوراق ملغاة من صندوق الإقتراع لمنصب رئيس مجلس النوّاب…
من يذكر آخر مرّة دُعي فيها الزملاء إلى لقاء حواري متعدد الأصوات مع سماحته؟ حصل اللقاء ربما في العام 2008… ولم يتكرر.
وماذا لو وجهت جامعة سيدة اللويزة أو الكسليك أو الـ LAU أو الجامعة الأنطونية دعوة إلى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة (الإسلامية) محمد رعد لمناقشة طلّابها حول شؤون الساعة وطرح الإستراتيجية الدفاعية؟ فهل سيحيلهم رعد على خطب سماحة الأمين العام كما فعل في أثناء مناقشة التصور الاستراتيجي قبل عشرة أعوام في قصر بعبدا على طاولة جمعت رؤساء وقيادات وعسكريين؟
ليس لدى الحاج تصوّرات عملية يجمع عليها اللبنانيون، لا في القضايا الدفاعية ولا في السياسة الخارجية ولا في “عصرنة” القوانين التي تصون الحريات… “يركّ” الحاج هذه الأيام على الحلول الاقتصادية، مستنداً في هذا المجال على استراتيجية “الاتجاه شرقاً”، التي طرحها للتأمل والمناقشة العارف بكل شيء بعد أقل من شهر على استقالة حكومة سعد الحريري وجاء في متن المطوّلة يومئذ: “لدينا (في لبنان) بدائل وآفاق منها الشركات الصينية الحاضرة للقدوم والاستثمار، لكن العلاقة التجارية مع الصين خط أحمر بالنسبة إلى الإدارة الأميركية”. وسأل سماحته: “لماذا يجب أن نخضع للأميركي في مسألة يمكن أن تنفع بلدنا ما دامت الشركات الصينية جاهزة للعمل، كذلك الشركات الإيرانية، وأيضاً يمكن استدراج عروض لشركات روسية”. بعد غزوة أوكرانيا باتت الخيارات محصورة بين الشركات الصينية والإيرانية وقد نستبدل روسيا بكوريا الشمالية!
وفي الأمس وضع الحاج محمد رعد عنواناً كبيراً وواسعاً ومداه طويل (أطول مدى من صاروخ زلزال 2) لإمكانية “التفاهم من أجل تحقيق الإستقرار الإقتصادي والمالي والنقدي والإجتماعي في البلد” العنوان هذا يصلح أساساً ومنطلقاً لأطروحة دكتوراه في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا الذي يعتبر الأول في العالم في تدريس الإقتصاد. وتوجه الخبير رعد إلى النوّاب الجدد بدعوة طالعة من البطين الأيمن لقلب منفتح: “تعالوا نبتدع نظاماً اقتصادياً مالياً لا نرهن به عملتنا الوطنية للعملات الأجنبية، ونفكر في كيفية تأمين المواد الضرورية والحاجات التي بحاجتها ناسنا في ظل هذه الأزمة حتى نطوي حالة الضرورة ونفكر في بناء إقتصادي منتج في هذا البلد”.
ولتكن الخطوة الإبداعية الأولى بتسديد رواتب نواب كتلة الوفاء للمقاومة باليوان الصيني، ثم فلتقدم جمعية “القرض الحسن” قروضها الحسنة بالروبل الروسي وبعدها يشرح لكم الحاج الخطوة الثالثة!
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |