نجاة عون صليبا لـ”هنا لبنان”: “صندوق النقد الدولي هو الوسيلة الأساسيّة الأوليّة لحلّ الأزمة وإعادة العجلة الإقتصاديّة”
كتب أنطوني الغبيرة لـ “هنا لبنان” :
أمل بداية الغيير في لبنان تحقّق والنواب الجدد دخلوا بوابة المجلس النيابيّ، بكلّ فخرٍ ممثّلين الإرادة الشعبيّة ومصرّين على إحداث الفرق بعد أن خرقوا لوائح الأحزاب السياسيّة. ومن منّا لم يسمع عن الدكتورة نجاة خطّار عون أو نجاة صليبا المحاضرة في دائرة العلوم الكيميائيّة في الجامعة الأميركيّة في بيروت، وهي من بين خمس نساء حائزات على جائزة لوريال العالميّة للمرأة لعام 2019 في مجال العلوم، ناهيك عن العديد من التكريمات الوطنيّة والعالميّة.
بعد فوزها بالإنتخابات النيابيّة عن المقعد المارونيّ في الشوف، إستحقّت لقب سعادة النائب ممّا حمّلها مسؤوليّة تجاه الشعب اللّبنانيّ. وفي حديثٍ لـ “هنا لبنان” أشارت عون أنّ لائحة “توحّدنا للتغيير” أصدرت قبل الإنتخابات بيانًا مشتركًا من عدّة بنود يظهر الأسس التي تجمعها، من ضمنها أهميّة سيادة لبنان وقانونًا موحّدًا للأحوال الشخصيّة وغيرها من البنود. الحواصل الثلاثة التي حصلت عليها اللائحة تُظهر إرادت الناس برغبتها بالتغيير؛ فالأفراد أعطوا صوتهم ضمن دائرة الشوف-عاليه بحريّة.
إعتبرت عون أنّه ربّما كان هناك ضغوطات من الأحزاب التقليديّة على الناخبين، لكن بغضّ النظر عن هذه الضغوطات أعطى المقترعون أصواتهم بكلّ تجرّد بصناديق الإقتراع رغبةً منهم بالتغيير.
وعند سؤالها عن علاقة قوى التغيير بالأحزاب التقليديّة، إعتبرت عون أنّهم ككقوى تغيير يلومون الأحزاب التقليديّة الّتي أوصلت لبنان إلى هذه المرحلة. فهم تواجدوا بالحكم لأكثر من ثلاثين عاماً، لذا تعتبرهم قوى التغيير جزءًا من المشكلة ولدينا شكّ كبير أن يكونوا جزءًا من الحلّ.
وبحسب عون مصلحة البلد تقتضي بأن نحترم كلّ النواب الّذين انتُخبوا من قِبل الشعب اللّبناني، من هنا سنتعاون كقوى تغيير وأحزاب تقليديّة لكي نصل إلى نتيجة تؤمّن أبسط حقوق المواطن اللّبنانيّ. وأضافت عون إنّني شخصياً بعد الإنتخابات مجبرة أن أحترم رأي وإرادة الشعب اللّبناني الّذي انتخب نوابه من الأحزاب التقليديّة كما انتخبني وانتخب النواب التغييريين.
نحن اليوم وُجدنا بالبرلمان اللّبنانيّ داخل مؤسسة تشريعيّة تعمل لمصلحة لبنان فهذا أرقى عمل تشريعي نحترمه كلّ الإحترام ولا يمكن أن نقلّل من قيمته؛ الآن ليس لدينا وقت للوم الآخر، الآن وقت العمل والقيام بإصلاحات.
أشارت عون أنّ التغييريين اليوم موحّدين لكن هناك أسسًا إضافيّة يعملون عليها لكي تكون واضحة للجميع. وما يهمّنا أيضاً هو تطبيق الأسس الموجودة في الدستور والنظام اللّبنانيّ لكي ندرك الثغرات الموجودة بالأنظمة الحاليّة وعلى أساسها نطوّر. فلا نستطيع السعي للحصول على أنظمة جديدة دون أن نبدأ بتطبيق النظام الموجود.
صوّتت عون للعدالة خلال انتخابات رئاسة المجلس النيابي كباقي زملائها التغييريين؛ فالعدالة ليست فقط لضحايا إنفجار 4 آب، بل أيضاً لزوارق الموت بطرابلس وغيرهم. “ثلاثة عشر نائب كتبنا عبارات العدالة التي نشعر أنّ علينا تطبيقها والبدء بها ووضعناها ضمن الصندوق”.
في المرحلة الأولى ستعمل النائب نجاة عون على ملفات إعادة العجلة الإقتصاديّة في لبنان أو على الأقلّ توقيف النزيف. فهي تعمل منذ فترة مع خبراء إقتصاديين ويُجمعون كلّهم على أنّ صندوق النقد الدولي هو الوسيلة الأساسيّة لحلّ الأزمة، وعلينا تطبيق شروطه. مع الإشارة أنّه قد يكون هناك بضعة بنود علينا تعديلها، لكن ليس هناك حلّ في لبنان سوى تطبيق شروط صندوق النقد الدولي لوضع الوطن على الطريق الصحيحة والسليمة.
وجّهت عون رسالة إلى المغتربين طلبت منهم المساعدة وليس الماديّة فقط بل من خلال خبراتهم؛ ودعتهم إلى المجيء إلى لبنان للقيام بمشاريع تنعش الإقتصاد اللّبنانيّ الّذي يحتاج الكثير من الأموال الأجنبيّة لكي نحدّ من هجرة الشباب.
“ما بدي ناس تنظّر عليّي من بعيد بدّي ناس تشتغل داخل ضيعتها وأنا مستعدّة إشتغل معن للموت” بهذه العبارة طالبت كلّ مغترب التواصل معها للعمل سوياً على مشاريع داخل لبنان. وستعلن قريباً عن برنامج قيد التحضير لتفعيل العجلة الإقتصاديّة للضيع اللّبنانيّة.
وعن علاقتها بالأرض، إعتبرت النائب نجاة خطّار عون أنّ الجذور اللّبنانيّة الموجودة بالأرض ستقوّي الأرض لكي يبقى الوطن ولا يزول.
ما تبقّى من لبنان اليوم ما زال صامداً بوجه قوى سياسيّة دمّرت إقتصاده وهجّرت شبابه، والسعي للحفاظ على ما تبقّى من الوطن وإعادة إعمار الجزء الآخر لن يتحقّق سوى بالإرادة السياسيّة. هذه الإرادة عليها أن تبدأ من خطوة، وها هم النواب الجدد يسعون للقيام بخطوة أولى قد تحمل معها بداية تغيير للواقع.