عن “بيفاني” المحاضر بالعفة.. هكذا سقطت الـ”USJ”!
كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان”:
بعد ٢١ سنة كمدير عام لوزارة المال وعضو حكمي للمجلس المركزي لحاكمية مصرف لبنان، حل السيد آلان بيفاني ضيفاً محاضراً عن “سبل الإنقاذ والتعافي الاقتصادي وحول المفاوضات مع صندوق النقد الدولي”، في جامعة القديس يوسف -كلية العلوم السياسية، في ندوة أقامتها الجامعة يوم الثلاثاء الماضي تحت عنوان “حقوق المودعين في مواجهة الأزمة المالية”.
في الشكل لا شيء يمنع بيفاني كمدير عام سابق لوزارة المال من أن يحاضر في المجال، ولكنه بدا كمن يحاضر بالعفة وهو البعيد كل البعد عنها.
فبيفاني لم يكن على مدى ٢١ سنة رئيس جمعية المواطن اللبناني كما تم التعريف عنه في برنامج الندوة، بل كان المهندس الأول في خطة إفلاس لبنان عبر هندسات مالية مدمرة. فعن ماذا حاضر بيفاني؟
هل أخبرهم أنه هو من استزلم لثلاثة رؤساء جمهورية لكي يبقى في أعلى منصب مالي وظيفي في الدولة؟
هل أخبرهم أنه هو من كان وراء فكرة التوقف عن دفع سندات اليوروبوند دون أي مفاوضات مع الدائنين؟
هل أخبرهم أنه مهندس كافة موازنات لبنان منذ العام ١٩٩٩؟
هل أخبرهم عن قطوعات حساب الدولة المعلقة على مدى أكثر من عشر سنوات؟
هل أخبرهم أنه وراء أرقام أفشل سلسلة رتب ورواتب بتاريخ لبنان في العام ٢٠١٧، بحيث وصلت الفروقات في تقديرات التكلفة من حدود ٩٩٣ مليون دولار سنوياً، إلى ٢,١ مليار دولار، في هامش خطأ بلغ ١,٣ مليار دولار أدى بالمباشر إلى إفلاس الدولة؟
هل أخبرهم عن خطة ويكيبيديا للتعافي الاقتصادي التي أعدها لحكومة الرئيس حسان دياب؟
هل أخبرهم عن كيفية تهريب الأموال إلى الخارج عبر شركات الأدوية؟
هل أخبرهم عن فن “التبخيش” للوصول إلى حاكمية مصرف لبنان؟
ببساطة آلان بيفاني هو صورة عن رموز الحكم التي أدارت البلاد على مدى ثلاثة عقود، فعند الاستحقاق والمحاسبة يهرب وكأنه لم يكن يوماً في المسؤولية… وكم هم كثر الذين يحاضرون بالعفة؟! وكم هي بعيدة العدالة عن مثل هؤلاء الجزارين ؟!
مواضيع مماثلة للكاتب:
بسام مولوي من معدن الرجال الرجال! | لبنان يتأرجح بين مطرقة شاوول وسندان الشامي! | انتخابات القوات أمثولة… كيروز لـ “هنا لبنان”: القوات إطار جامع لأجيال المقاومة |