بيفاني.. “قتل القتيل ومشي بجنازتو”
كتبت ليا سعد لـ “هنا لبنان” :
ينتقدون من أوصل البلاد الى الانهيار، وهم أول من ساهم في دحرجة البلاد نحو حافة الانهيار. يحاضرون بحلول لمشاكل، هم أول من ساهم في تفاقمها ووضعها.
من سلسلة الرتب والرواتب واحتسابها بطريقة خاطئة، إلى الخطة الاقتصادية التي أعلنتها حكومة الرئيس السابق حسان دياب، إلى السياسات الاقتصادية التي اتبعها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وغيرها من السياسات والخطط المالية التي أطاحت باقتصاد لبنان.
أوضحت مصادر اقتصادية لـ “هنا لبنان”، أن سلسلة الرتب والرواتب التي كانت من إحدى مسؤوليات وقرارات آلان بيفاني، أدت إلى “ذبح” لبنان وبدء نزيفه. فقبل إقرارها في العام 2017، حذرت الهيئات الاقتصادية والمصرفية من خطورة إقرارها، نظراً لنسبة التضخم المالي الذي ستتسبب به.
ومنذ إقرارها، بدأت العجلة الاقتصادية في لبنان بالدوران بشكل غير طبيعي، وعليه تكون هذه الخطة هي أفشل ما يمكن إقراره، ناهيك عن ذلك الخطأ في الحسابات الذي اكتشف فيما بعد. فقد قدم بيفاني تقديرات للتكلفة بحدود 993 مليون دولار سنوياً، بينما بلغت التكلفة الفعلية 2.3 مليار دولار. والهامش الكبير من الخطأ في الحسابات البالغ 1.3 مليار دولار أدى مباشرة إلى إفلاس الدولة!
وعليه، أضاف المصدر الاقتصادي أن الخطة الاقتصادية التي قدمتها حكومة حسان دياب، والتي على أساسها يفاوض لبنان مع صندوق النقد الدولي، كان بيفاني من وضعها.
فقد شرح المصدر أن الخطة تتضمن الكثير من الشوائب التي كان يمكن تفاديها لتوفير الكثير من المال على الدولة وعلى المواطنين.
وأضاف أن الموازنات المالية أيضاً من اختصاص بيفاني وله تأثير كبير على سياقها وأرقامها وإقرارها من عدمه، ويحدد نسب الإنفاق فيها على “قياس” هذا وذاك. وغياب إقرار موازنات لعدة أعوام هو أيضاً من أكبر علامات الاستفهام التي تطرح، فما الذي كان يشغله؟
أما بالنسبة لنظام الضرائب، والضريبة على القيمة المضافة، وغيرها من الأمور التي كان من المفترض على بيفاني على الأقل اقتراح تغييرها وتطويرها وبلورتها من أجل إفادة المجتمع والاقتصاد اللبناني، كانت أيضاً من مسؤولياته وصلاحياته بما أنه تولى منصب مدير عام وزارة المال لمدة 20 عاماً، لم يحرك ساكناً لتغييرها. ألا تكفي 20 عاماً لتغيير وتعديل مالية الدولة ومنع الهدر والسرقة والسمسرات؟
وعن المحاضرة التي سيشارك بها بيفاني والتي سيتكلم بها عن كيفية استرداد الأموال المنهوبة، علق المصدر الاقتصادي أن كيف لمن غطى على سرقة أموال المودعين وانهيار الدولة، إعطاء نصائح بكيفية استردادها؟ وكيف يحاضر من ساهم بإفلاس الدولة بإعادة إعمارها؟
مضيفًا بأن استمرار بيفاني في تولي منصبه الذي يعد حساسًا لمدة 20 عاماً، كان على أساس “مرقلي لمرقلك”، والاستفادة والإفادة من المنصب خصوصاً لأبرز أوجه السلطة “ولو ما كانو راضيين عليه كانوا طيروه من زمان”.
إذاً، كيف لوجه تولى منصباً مالياً حساساً لأكثر من 20 عاماً، وتدور حوله الكثير من علامات الاستفهام أن يكون محاضراً بخلاص لبنان؟ أولا يعتبر هو أيضاً من مجموعة “كلن يعني كلن” ووجهاً من وجوه السلطة؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
الأدوية المنتهية الصلاحية.. خطر كبير يهدد مرضى السرطان! | بعد كورونا والكوليرا.. الحصبة: تهديد جديد للبنان؟ | مهنة صيد الأسماك مهددة بالتوقف… والكوليرا أحد الأسباب؟ |