هوكستين في لبنان مستمعاً..وتفاوض تحت السقف الزمني والقانون الدولي
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان” :
ما تبلغ به الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكستين في خلال محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين كان موقفاً متفقاً عليه رسمياً وقائماً على التمسك بحقل قانا كاملاً والخط ٢٣ المستقيم.
وقد نقل رئيس الجمهورية ميشال عون الطرح اللبناني المعدل إلى الوسيط الأميركي خلال لقائه به مقروناً بملاحظات وخرائط. في حين أكد هوكستين أنه لا يحمل أي جديد بل أراد الاستماع إلى ما يقوله الجانب اللبناني، باعتبار أنه تم الطلب إليه الحضور. ولأن هوكستين يلعب دور الوسيط، فما عليه إلا أن يحمل الموقف المعدل إلى الجانب الإسرائيلي، على أن يعود مجدداً إلى لبنان ناقلاً الأجوبة.
وبالنسبة إلى لبنان، فإنه سينتظر مجدداً مصير الوساطة وسيسير خطوة تلو الأخرى بناء على ما يسجل في لقاءات هوكستين. فإذا تمت الموافقة على المقترح اللبناني، يصار إلى استئناف المفاوضات أما في حال الرفض فيتخذ الموقف اللبناني في وقته.
وفي المعلومات المتوافرة فإن الموقف اللبناني كان موحداً وسمعه هوكستين في لقاءاته، خصوصاً المحافظة على حقوق لبنان في المياه والثروات الطبيعية. كما أفيد أن هوكستين لم يحدد موعد زيارته إلى إسرائيل، لكن ثمة معلومات رجحت قيامها الأسبوع المقبل لا سيما أن عون طلب منه الحصول على جواب سريع حول المقترح اللبناني.
حتى الآن ليس هناك من كلام عن الخط ٢٩ والكلام دار حول الخط ٢٣، أما المصلحة اللبنانية والإسرائيلية فتقتضي بالحصول على الثروة النفطية، ومن هنا ينطلق الكلام..
اما مسألة الباخرة energean power فهي كما برز من تأكيدات خارج المنطقة المتنازع عليها وستبقى في مكانها ولن تقترب من هذه المنطقة.
هل هناك في ملف ترسيم الحدود من طرح ما مقابل طرح؟ وماذا عن حظوظ النجاح والفشل؟
ويقول الأستاذ الجامعي المتخصص في موضوع النفط والغاز الدكتور شربل سكاف لموقع “هنا لبنان” أن الموقف اللبناني الرسمي تبنى منذ فترة ليست بالقصيرة الخط الرقم ٢٣ منعاً للدخول في صدام مع الأميركيين في ظل وجود متغيرات كبرى على مستوى المنطقة والواقع الداخلي. في حين أنه سجل تباعد عن الخط الرقم ٢٩ لأسباب عديدة منها ما هو معلوم ومنها ما هو مخفي، لافتاً إلى أن الخط ٢٩ لم يخلق منطقة نزاع كونها (هذه المنطقة) قائمة أساساً بين الخط ١ و ٢٣ إنما وسعها لغاية الخط ٢٩.
ويرى الدكتور سكاف أن مقولة حقل قانا مقابل حقل كاريش كانت قائمة ويلاحظ أن حقل قانا نظري لا سيما أن جميع الدراسات على البحر تبقى في الإطار النظري إلى حين التنقيب. ويشير إلى أن هناك احتمالاً بوجود كميات غاز مرتفعة في حقل قانا إنما لا يمكن الجزم من دون التنقيب.
ويرى أن المهم في ملف ترسيم الحدود هو وضع إطار زمني للتفاوض لا سيما أن عمر التفاوض في هذا الملف ١٠ سنوات ولم يحقق نتائج ملموسة، لافتاً إلى أن هذه المسألة ملحة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة والحاجة إلى موارد يحتاجها لبنان لإنتاج الطاقة فضلاً عن إدخال عملات صعبة.
ويشير إلى أن النقطة الثانية التي لا بد أن تؤخذ في الاعتبار في موضوع الترسيم وهي أن أي حل يقوم يجب أن يستند إلى القانون الدولي الذي يعد نقطة قوة.
وعن الكلام القائل النفط مقابل الكهرباء، يشير سكاف إلى إمكانية وجود رابط بين الأمرين لكن لا بد من إشراك القطاع الخاص بغض النظر عن موضوع جر الكهرباء معتبراً أنه ثبت فشل الدولة المركزية.
ويكرر القول أن من مصلحة لبنان استخراج الغاز سريعاً.
وماذا لو رفض الجانب الإسرائيلي المقترح اللبناني، يجيب سكاف: لا خيارات أخرى سوى تعديل المرسوم الرقم ٦٤٣٣ .
وهكذا تلعب الوساطة الأميركية دورها من جديد وكالعادة ينتظر لبنان نتائجها، لكن كما المرات السابقة هناك عامل الوقت الذي يضغط قبل أن تتدنى قيمة الغاز ويفقد البلد ثروة نفطية يتغنى بها.