لبنان ينتظر نتائج تسويات المنطقة.. فهل ينكفئ النفوذ الإيراني في ظل تقدّم المحور الدولي – الخليجي – العربي؟
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
تتحضّر المنطقة للدخول في حقبة جديدة من خلال المفاوضات والتسويات التي تقوم على أساس تحديث العلاقة مع محور “الإعتدال والإستقرار”، أي الإئتلاف الدولي الخليجي ـ العربي لمواجهة إيران وضبط نفوذها.
وينتظر لبنان نتائج المفاوضات التي تحصل كون أمور البلاد كلها تبقى متعلّقة باتفاقات إقليمية تنعكس سلبًا وإيجابًا على أوضاع الداخل.
في هذا الصدد يقول رئيس “جهاز الإعلام والتواصل” في حزب “القوات اللبنانية”، شارل جبور، إنّ “المنطقة تشهد وللمرة الأولى منذ زمن بعيد حركة مكثّفة لمحور الإعتدال والإستقرار والسلام في المنطقة في مواجهة المحور الإيراني المزعزع لاستقرار دول المنطقة، ومن الواضح لغاية اللحظة أنّ المملكة العربية السعودية تتصدّر هذا التوجّه من خلال أميرها الديناميكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي قام منذ فترة وحتى اليوم بعمل مكثّف بثلاثة إتّجاهات”.
“الإتّجاه الأول، هو من خلال توحيد الموقف الخليجي باتجاه واحد وهذا ما قام به الأمير محمد في الجولة التي قام بها منذ فترة على كل دول الخليج، وأصدر في أعقاب كل زيارة بيانًا يعكس فيه التوجّه العام على مستوى المنطقة، وبالتالي أظهر أنّ المملكة هي العمود الفقري الأساس والحاضن لكل الدول الخليجية”، يقول جبّور.
ويضيف: “المنحى الثاني هو بالاتجاه الإقليمي وتحديدًا باتجاه مصر وتركيا والعراق ودول أخرى، وبالتالي أظهر الأمير محمد أنّه على المستوى الإقليمي قادر على لعب دور أساس ليكون هناك أيضًا وحدة موقف ليس فقط وحدة موقف خليجي أو عربي، إنّما وحدة موقف إقليمي تجاه نظرة واحدة وسردية سياسية واحدة على مستوى الرؤية المطلوب ترسيخها على مستوى المنطقة”.
أمّا المنحى الثالث فهو باتجاه دولي بحسب جبور الذي يكمل: “رأينا زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمملكة في مرحلة سابقة، وهي تتحضّر اليوم لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن في 15 و16 تموز المقبل، وهي أيضًا لديها علاقات مع الصين وروسيا، كل هذا يؤشّر إلى الدور المحوري الذي يتولّاه الأمير محمد والذي حوّل المملكة العربية السعودية إلى نقطة الوصل مع دول الخليج ومع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي، وبالتّالي السعودية أصبحت “الدولة الوزن” التي لديها التأثير الإقليمي الكبير. كل هذا أعطى إشارة واضحة بوجود محور يسير باتجاه تصاعدي نحو ترسيخ دعائم تحالف إقليمي هدفه إرساء الإستقرار في المنطقة ومنع الأحادية الإيرانية بأن تواصل تدخلاتها في الدول العربية وتُعطّل مساعي استقرار وقيام الدول العربية وأيضًا من خلال مساعيها النووية”.
ويلفت جبور إلى أن “الحراك السعودي هذا يجري في لحظة الحرب الروسية الأوكرانية، حيث انزلقت روسيا في الرمال الأوكرانية ولم يعُد باستطاعتها الخروج ولا تحقيق أي إنتصار، الأمر الذي شغلها عن الوضعية في المنطقة، وأيضًا في لحظة تجميد ووقف المفاوضات الأميركية – الإيرانية في الملف النووي وواضح أنّ هذا التجميد سوف يبقى إلى ما بعد الإنتخابات النصفية الأميركية”.
وبالتالي كل هذا المناخ يدلّ بأنّ هناك واقعًا جديدًا دولياً وإقليمياً لمصلحة محور الإعتدال والإستقلال وقيام الدول، ويرى جبور “أنّه وبهذه اللحظة أيضًا نرى إنكفاء للدولة الإيرانية التي برهنت أنّ كل أدوارها تعطيلية، وأنّها غير قادرة على تقديم أي نموذج ناجح على مستوى المنطقة بدليل الواقع في لبنان وسوريا والعراق وحتّى الواقع داخل إيران، وكل هذا يحصل في ظل حرب أمنية بين إسرائيل وإيران عبر الإغتيالات التي تحصل لمسوؤلين وعلماء إيرانيين”.
إذًا نحن أمام مشهد متبدّل ومتحوّل على مستوى المنطقة، “لكن طبعًا الأمور لن تتبدّل بين ليلة وضحاها، لأنّه تحوّل بطيء ولكن هو تحوّل ثابت، ولذلك نحن اليوم وللمرة الأولى أمام توازن إقليمي كان مفقودًا لمصلحة إيران” كما يؤكّد جبور.
ويضيف: “هذا التوازن يشكّل الطريق والمدخل للإستقرار لأنّه لا يُمكن الكلام عن سلام واستقرار من دون توازن، لذلك بدأت إيران تشعر أنّه لم يعُد باستطاعتها الإستمرار بهذه التدخلات التي تُجريها، وبالتالي أصبحت اليوم أمام أمر واقع جديد، وفي حال لم تُقدم باتجاه تسوية سوف تواصل خساراتها بالجولات وبالتالي ممكن أن تخسر في لحظة ما في الضربة النهائية، وبالتالي سيكون من مصلحتها بالحد من الخسائر من خلال تسويات محدّدة”.
أمّا عن الإنعكاسات على لبنان، فيقول جبور: “نحن أمام مشهد جديد وهذا المشهد الجديد بطبيعة الحال سينعكس على البلد لأنّ في لبنان هناك تأثير كبير للدور الإيراني من خلال “حزب الله” الذي يخطف الدولة اللبنانية، كما أنّ هذه التطورات الخارجية تحصل في وقت انتخابات نيابية داخلية أتت على حساب محور الممانعة بدليل أنّه تراجع في كل البيئات اللبنانية، وفقدانه أيضًا للأكثرية التي كان يمتّع بها في المجلس السابق، إذ لم يعد لديه الغطاء الذي كان يوفّر له إن كان على المستوى الدرزي أو المسيحي أو السنّي وبالتالي هو بحال تراجع كبير”.
ويختم جبور: “كل هذا يحصل بالتزامن مع انطفاء المحور الإيراني في كل الساحات وتقدّم المحور السعودي”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |