حكومة إحباط المؤامرة
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان” :
توجه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم للقوى السياسية الرافضة للمشاركة في الحكومة وقال لهم: “إذا بدأتم بعنوان المعارضة لأمر مجهول، لحكومة مجهولة لم تتكون بعد، فذلك يعني في الحقيقة أنتم لا تريدون تسهيل ولادة الحكومة والقيام بإنجازات في خلال هذه المرحلة، وهذا منسجم تماماً مع الرأي والموقف الأميركي الذي يعمل على إبطال أي إنجاز في خلال هذه الفترة بإنتظار إنتهاء ولاية العهد الحالي على قاعدة أنهم لا يريدون التعامل مع العهد”.
في كلام الشيخ قاسم أولاً إيجابيتان، الأولى أن حزب الله يريد أن تتشكل الحكومة، والثانية يبدو أن الحزب يريد حكومة مختلفة عما سبق طوال عشرات السنوات الماضية ولذلك يدعو قوى المعارضة إلى انتظار التشكيلة الحكومية والمشاركة فيها.
ولكن هذه الإيجابية الثانية يجافيها الواقع فالحكومة التي يرغب بها حزب الله هي أسوأ من الموجودة حالياً لأنه يرغب بتشكيل ما يعرف بحكومة الوحدة الوطنية وهي الحكومات المعروفة بالفشل والتعطيل، كما أنه لن يتخلى عن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وبالتالي إبقاء قرار الحرب والسلم في يده، إضافة إلى أن مبدأ النأي بالنفس سيكون حبراً على ورق، ليتوّج كل ذلك باستمرار الخلافات في الحكومة الموعودة على كل الملفات المعيشية والاقتصادية والمالية وعدم القدرة على المحاسبة في مجلس النواب وأي مكان آخر.
لا شيء يوحي أن الحكومة العتيدة إذا رأت النور ستكون أفضل من سابقاتها وبالتالي ما هو الدافع لقوى المعارضة لتشارك فيها؟ هل من أجل أن تكون شماعة يعلق عليها محور الممانعة فشله في إدارة البلاد؟
لقد كان حرياً بالشيخ نعيم قاسم وهو العارف والعالم أن يعلن للرأي العام عن إنجازات كل الحكومات السابقة في هذا العهد وأن يشرح للبنانيين مثلاً كيف تم تعطيل تأمين الكهرباء، وكيف فشلت محاولات الإنقاذ الاقتصادي وكيف خسر مصرف لبنان احتياطاته وكيف هي حال التخبط في ملف الغاز والنفط.
كل هذه الملفات وغيرها ليس الأميركيون من أبطلوا الإنجازات فيها في هذا العهد، بل أبطلتها الخلافات بين فرقاء سياسيين شاركوا في حكومات هذا العهد وغالبيتهم حلفاء لحزب الله وفي مقدمهم التيار الوطني الحر وهو على يسار الحزب، وحركة أمل وهي على يمينه.
أسهل الأمور لتبرير الفشل واستدراج عطف القواعد الشعبية هي أن ترمي بالمسؤولية على عدو، فإن كان الأمر بالفعل كذلك، فليشكل حزب الله حكومة مع حلفائه فقط وليحبط مؤامرة الأميركيين ومن لف لفهم.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |