نجاح واكيم وجوقة الممانعين
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :
ما كان ينقص المشهد المحتقن، بعد “سقطة” القاضي فادي عقيقي، سوى جوقة الممانعين من أتباع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعشّاق بشّار الأسد تلقن اللبنانيين دروساً في الوطنية وضرورة احترام قضاء المحكمة العسكرية المنزّه عن التجاذبات والحسابات السياسية.
وما كان ينقص الجوقة، إلّا مشاركة النائب السابق نجاح واكيم في حفل التقريع، وهو المتقدّم بين مجايليه في “السوقية” والدفاع عن قتلة شخصيات 14 آذار بكل ما أوتي من فكر مريض يعممه مؤسس حركة الشعب على متابعيه تغريداً… هذا إن لم تستقبله “المنار” أو “الجديد” للإفادة من خبرته وقراءاته وتخرّصاته.
وجاء في واحدة من تغريداته العصماء “البطرك الراعي بسط حمايته على متهم بجرم خطير هو المطران موسى الحاج.
البطرك يستبق التحقيق بل أنه يمنع التحقيق في هذه الجريمة.
والبطرك كان يدين تدخل السياسيين في عمل القضاء.
فهل إن ما لا يجوز للسياسيين يجوز لرجال الدين؟
عيب يا “سيدنا؟ “. عيب”.
إنتهت التغريدة الحاملة خلاصة السذاجة المهنية والتبعية العمياء لمحور اعتاد على تصنيف المواطنين، وتقويم أفعالهم، وإصدار أحكامه.
فالمحامي واكيم، المتخرّج من جامعة بيروت العربية، (بدرجة وسط على الأرجح) المعروف بعدائه للمراجع الدينية المسيحية، إستسهل اتهام رئيس أساقفة أبرشية حيفا والنائب البطريركي على القدس والأراضي الفلسطينية وعمان واراضي المملكة الأردنية الهاشمية للطائفة المارونية بـ “جرم خطير” نظراً لحجم المضبوطات وخطورتها على لبنان. أدوية سرطان؟ تبرعات من أبرشيات؟ مواد غذائية؟
لو وصلت للمقاومة الإسلامية، مثل هذه المساعدات من حيفا والقدس ونابلس وصفد أكان فتح واكيم فاه المشبع بالنيكوتين؟
هذا في الشكل. وفي القانون
هل يعلم المحامي الألمعي (ولا أحد يذكره بقضية) أن ما ضُبط في سيارة سيادة المطران ليس “تهريبة” وليست المرة الأولى التي ينقل فيها مساعدات، وأن محاولة “تركيب ملف” للمطران الحاج ليست جديدة.
وهل قرأ القانوني الحصيف، أستاذ واكيم، حيثيات القانون 1060 الصادر عن مجموعة الكنائس الشرقية عام 1990 والذي وقع عليه لبنان عام 1991 وينص على أنه يعود للحبر الروماني دون سواه الحق بمحاكمة الأساقفة في الدعاوى الجزائية وبالتالي لا يحق لأي سلطة مدنية كانت أو عسكرية أن تحاكم أي مطران في قضايا جزائية.
وعدم تدخل السياسيين بالقضاء، وإن كان مطلب حق، فذلك لا يعني القبول باستنساخ القضاء العضومي، ولا يعني أيضاً إستسهال التعرّض لمقامات دينية يُشهد لها عملها الإنساني،
وهل العمل الراعوي سيد واكيم، يقتصر على العظات أو على ربط المسيحيين المشرقيين بأرضهم وعوائلهم ضد محاولات السلخ وقطع صلات الأرحام؟
ختاماً، لو جُمعت تغريدات واكيم (76 عاماً) لأهلته للدخول، ولو متأخراً نصف قرن، إلى مصح كمريض نفسي ميؤوس من إبلاله من ذاك الحقد المتأصّل.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |