“الفيول أويل” من إيران أهون من توافق أمل والتيار

كتب بسّام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

يكرر أصحاب نظرية الحصار أن الولايات المتحدة هي التي تحرم لبنان من الكهرباء، ومن ضمن هؤلاء حزب الله والتيار الوطني الحر، أما حركة أمل فقد أقر رئيسها رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام إعلاميين إن ما يوقف تمويل عملية استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن من قبل البنك الدولي هو عدم تعيين أعضاء الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء وطبعاً لا الأميركيون ولا غيرهم هم من يعرقلون عملية التعيين هذه.

فقد قال وزير الطاقة وليد فياض عقب لقائه الوسيط الأميركي آموس هوكستين إن البنك الدولي يشترط لتمويل استجرار الغاز والكهرباء تعيين الهيئة الناظمة ورفع سعر تعرفة الكيلواط، فهل تمنع أميركا تعيين الهيئة الناظمة ورفع التعرفة؟ وهل انتبه أصحاب نظرية الحصار إلى أن هوكستين وعد الوزير فياض بالحديث مع البنك الدولي في محاولة لحلحلة الأمور؟

تعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء ورفع التعرفة عاملان أساسيان من أجل عودة الحياة لقطاع الكهرباء، ولكن من يعرقل تطبيق هذين العاملين ليست واشنطن وتل أبيب، بل أطراف محلية هي في صلب محور الممانعة، فالهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء يعارضها التيار الوطني الحر المتمسك بوزارة الطاقة ويريد تعديل صلاحياتها أو بالأحرى إفراغها من فعاليتها لصالح وزير الطاقة، هذا فضلاً عن الخلافات التي تسود بشأن تعيين أعضائها والحصص فيها.

أما مسألة رفع التعرفة فتعارضها حركة أمل بشكل خاص رابطة إياها بعملية مستحيلة في هذا الظرف وهي زيادة ساعات التغذية بالكهرباء، ويردد البعض أن رفض الزيادة عائد أيضاً لقوى مختلفة يستفيد أنصارها من سرقة التيار الكهربائي على قلته.

كل ما سبق يندرج بشكل أو بآخر ضمن الخلاف الكبير بين حركة أمل المدعومة من حزب الله من جهة والتيار الوطني الحر حليف حزب الله من جهة ثانية بشأن خطة الكهرباء واتهام التيار للحركة المدعومة من الحزب بأنها تعرقل الخطة، وفي المقابل تتهم الحركة التيار حليف حزب الله بالفساد والسرقة في قطاع الكهرباء وقد شن الطرفان بحق بعضهما البعض أبشع الحملات وأهمها على خلفية عرقلة إنشاء معمل جديد في دير عمار وقصة الـ ٥٠ مليون دولار كضريبة على القيمة المضافة، وصفقة السفن التركية لإنتاج الكهرباء ومعمل سلعاتا وغيرها.

هذا الواقع الكهربائي ولا سيما الخلافات بين التيار الوطني الحر وحركة أمل والعرقلة الناجمة عنها يدركها حزب الله تمام الإدراك، ويدرك أنه عاجز عن تأمين توافق بين حليفيه في ملف الكهرباء، ويدرك أن لبنان لن يخرج من العتمة، لذلك قرر الحزب حرف مشكلة الكهرباء باتجاه الأميركيين، ووجد أنه قد يكون من السهل عليه استقدام فيول أويل من الجمهورية الإسلامية، على أن يتوصل إلى اتفاق بين حليفيه لإنقاذ اللبنانيين من العتمة.

مواضيع مماثلة للكاتب:

في لبنان ما يستحق الحياة

تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب”

يحقّ لنا أن نسأل