اجتماع بعبدا… رسالة لنصر الله
كتب المحرر السياسي:
تؤكد أوساط سياسية مطّلعة أنّ خطوة الرئيس ميشال عون بدعوة رئيسي المجلس والحكومة إلى بعبدا، لعقد اجتماع مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الذي يحمل الرد الإسرائيلي على اقتراح لبنان، قد تمّت بناءً على رغبة الأخير بعدما أبلغ مسؤولًا لبنانيًّا قريباً من فريق العهد أنّ المواقف التي سمعها من المسؤولين ليست موحّدة ومتطابقة خلافاً لما يروّج في الإعلام، وأنّ واشنطن تستعجل إنهاء الخلاف وبتّ الملفّ قبل أيلول وتوقيع الاتفاق عبر اجتماع في الناقورة بناءً على رغبة لبنان.
إنّ اجتماع بعبدا بين الرؤساء والوسيط والسفيرة الأميركية والوفد المرافق بحضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الترسيم والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يتابع الملف وينقل الرسائل بين الأفرقاء، يؤكد على عامل العجلة والسرعة في التوصّل إلى اتّفاق.
لقد كان لافتاً اجتماع هوكشتاين فور وصوله مع إبراهيم، فقد انتقل مباشرة من المطار إلى مكتب اللواء ابراهيم في الأمن العام لمعرفة الخلفية للفيديو الذي سربه حزب الله للسفن الإسرائيلية في كاريش، وعن عراضة لمجموعة من القمصان السود على الحدود على الطريق المحاذية لإسرائيل، مع التأكيد على أنّ الأجواء إيجابية وأنّ بلاده مستعجلة للاتفاق على الترسيم وبدء لبنان بالتنقيب عن الغاز.
لذلك تقول أوساط مطلعة أنّ حضور اللواء ابراهيم يؤكّد على حرص الجانبين الأميركي والإسرائيلي على الاستقرار وعلى حلّ الخلاف بين لبنان وإسرائيل.
كما تكشف مصادر المعلومات أنّ هوكشتاين طلب من معاونيه فور انتهاء الاجتماع في بعبدا إرسال محضر الاجتماع إلى المسؤولين الإسرائيليين ليطّلعوا عليه قبل وصوله إلى تل أبيب لاستعجال الحصول على الردّ الإسرائيلي والجواب على موقف لبنان. وتقول الأوساط أنّ خطوة الرئيس عون بدعوة رئيسي المجلس والحكومة للاجتماع مع الوسيط في بعبدا قطعت الطريق على من يحاول أن يُوظّف الملفّ في السياسة ويستثمره في مواضيع في المنطقة لصالح أجندات إقليمية. لقد بعث اجتماع بعبدا الجامع رسالة واضحة من السلطة إلى الدّاخل والخارج بأنّ موقف لبنان موحّد من ملف التّرسيم وبالتالي لا يمكن لأحد المزايدة في هذا الموضوع. كما انطوى الاجتماع على رسالة إلى حزب الله بوقف تصعيده خصوصاً وأنّ نصر الله قال بأنّه يقف في ملف التّرسيم وراء السّلطة الّتي دعاها إلى تحديد وحسم موقفها. فقد أكّدت السلطة على وحدة الموقف والتمسّك بالحقوق والحوار ورفض التصعيد.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ارتفاع إضافي بالدولار.. هكذا افتتح صباحا في السوق السوداء | الجيش: عمليات دهم في دار الواسعة | ما سرّ خاتم الملك الذهبي؟ |