ولادات خارج السجلات… المولودون الجدد في لبنان بلا هوية


أخبار بارزة, خاص 11 آب, 2022

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:

يفاقم الإضراب المفتوح للعاملين في القطاع العام أزمات اللبنانيين وآخرها حرمان المئات من “أطفال لبنان الجدد” من أبسط حقوقهم وتسجيلهم في دوائر النفوس والنتيجة واحدة: لا أوراق ثبوتية ولا شخصية قانونية، وبالتالي فهم محرومون من كل حقوقهم التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية، وأولها الحق في الحصول على اسم وجنسية، إضافة إلى حرمانهم من الحق في الطبابة والاستشفاء، ومن الضمان الاجتماعي، وذنبهم الوحيد أنهم ولدوا في بلد الأزمات. فما مصير هؤلاء الأطفال إن بقي الإضراب مفتوحاً؟

رغم محاولات التوصل إلى تسوية مع الموظفين، فإن كثيرين منهم لا يلتحقون بمراكز عملهم ما يزيد من حدة الأزمة، إذ تشير المتخصصة في مجال العلوم الاقتصادية د. رنا منصور لـ “هنا لبنان” إلى أن أهالي المولودين الجدد في لبنان يعانون من مشكلة احتجاز حرية أبنائهم لعدم تسجيلهم في الدوائر الرسمية وحصولهم على إخراج قيد يثبت هويتهم باستثناء تلك التي حصلوا عليها من المستشفى، وذلك لأسباب عديدة أبرزها الإضراب المستمر الذي ينفذه موظفو القطاع العام منذ نحو الشهرين، ما يضع هؤلاء الأطفال أمام العديد من المشاكل.

وكذلك الحال بالنسبة للأهالي خارج لبنان الذين يطلبون من السفارات إخراج قيد لأطفالهم يثبت هويتهم ليأتي الرد بعدم توفرها، ما يعني فقدان أحد أركان مؤسسات الدولة في لبنان.

ما قد يبقي هؤلاء الأطفال بدون جواز سفر لمدة سنة ونصف السنة، وبدون أي جهة ضامنة، وبدون رعاية صحية، مشددة على أن الإعتراف بحق كل طفل في التسجيل عند الولادة أولوية.

وتشير الإحصاءات ومراكز الدراسات إلى أن كل مولود لبناني ولد منذ نحو السنة لا يملك إخراج قيد أو هوية سواء كان في لبنان أو خارجه وهو بلا ضمان اجتماعي وصحي.

وتشير منصور إلى أنه في حال طالت مدة الإضراب وعدم تسجيل كل هذه الولادات في دوائر النفوس قد نواجه مشكلة تزوير الأعمار والتشكيك بمصداقية الشعب اللبناني، ومع الأيام ستصبح هويات اللبنانيين قيد الدرس في الوقت الذي تشير بعض الإشاعات والتي نفاها المسؤولين أنه في لبنان يتم بيع الهويات.

وفي الإطار نفسه ترى الأستاذة في العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية د. أديبة حمدان أن الإنسان عاطفياً مرتبط بتاريخ ميلاده ويوم الاحتفال به، فماذا لو كان هذا اليوم غير دقيق؟

وتوضح أن لبنان قد واجه مثل هذا النوع من المشاكل في فترات تاريخية معينة في بعض المناطق حيث أن الأهل كانوا يتأخرون في تسجيل أبنائهم لأسباب عدة، أما اليوم وفي ظل هذا التقدم نرى أن التاريخ يعيد نفسه ما يجعل الأهالي عاجزين عن تسجيل أبنائهم في دوائر النفوس ما قد يؤثر على نفسية وشخصية الأشخاص الذين ولدوا خلال هذه الأزمة.

وتعدد حمدان المشاكل التي قد تنتج عن عدم تسجيل الأشخاص بتاريخ ومكان ميلادهم الحقيقي وخصوصاً فيما يتعلق بدخولهم المدرسة والجامعة، وحصولهم على رخص القيادة، هي أمور تتعثر بها أمور إدارية أخرى.

وتتساءل هل سيصل لبنان إلى نوع من حرمان الأشخاص من هويتهم؟

إنها كارثة اجتماعية وانسانية لا بد من معالجتها بأسرع وقت فلا يجوز أن تطول هذه الأزمة بعد، خصوصاً وأنها تؤثر على شريحة عمرية معينة.

وتأسف حمدان إلى أن ما يحصل في لبنان يدل على أن الدولة معطلة بكل مؤسساتها ما يدل على نهايتها ويضعنا أمام خطر “الفوضى المجتمعية” التي تدفع بالشعب اللبناني إلى الوراء وتجعله من الشعوب المستبعدة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us