أبعاد استدارة جنبلاط
كتب المحرر السياسي:
تضع أوساط سياسية استدارة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في سياق المحافظة على الاستقرار في الجبل وإبعاده عن المشاكل والمواجهات والحوادث انطلاقاً من قول جنبلاط: “عند تغيير الدول احفظ رأسك”. يحول جنبلاط دون حصول مواجهات بين الدروز وحزب الله. لذلك فإن جنبلاط يعيش “هاجس الشوف”. ففي استدارة جنبلاط حفظ لزعامته الدرزية، ولا بعد سياسيًّا لخطوته. إنّ قرار جنبلاط الدائم وفق أوساط شوفية هو المحافظة على الجبل وعلى الهدوء والاستقرار. يقرأ جنبلاط المعركة الرئاسية في “كتاب ترسيم الحدود واجتماعات فيينا”. إنّ جنبلاط وفق أوساط درزية مسؤول عن طائفة لا يريد أن تقع في مواجهات عسكرية مع الحزب. لذلك يهادن جنبلاط الحزب وقد اجتمع مع مسؤولين فيه لتنظيم الاختلاف كما حصل في الماضي والاتفاق على هدنة في كل المجالات.
فيما تعزو أوساط سيادية مواقف جنبلاط إلى غياب الزعامة السنية وغياب القيادة السيادية، فلماذا يواجه وحده العاصفة؟
إنّ المواجهة تريد شريكاً غير موجود محليًّا وإقليمياً ودولياً، فهنالك حديث عن اهتمام دولي بلبنان وليس هنالك من راعٍ لحلّ ملف لبنان. لذلك يتمسك جنبلاط لمواجهة “عاصفة” المرحلة بالطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية.
وترفض أوساط جنبلاطية وصف موقف جنبلاط بالاستدارة وتعتبر موقفه هو إيّاه، بينما تضع أوساط سيادية استدارة جنبلاط في خانة أنّها معركة الرئاسة والاصطفاف إلى جانب صديقه الدائم الرئيس نبيه بري فيشكل بيضة القبان في المعركة الرئاسية ويستعيد بذلك دور والده كمال جنبلاط.