البطريرك والرئيس الحيادي.. فأيّ دعمٍ مطلوب لبكركي؟
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:
قالها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي بالفم الملآن: الشعب يحتاج رئيساً يسحب لبنان من الصراعات.. قد تكون هذه العبارة كفيلة بإظهار رغبة بكركي برئيس ينجز هذه المهمة، مع العلم أنّ الصّفة الحيادية له، شكّلت أولى مطالبها. يكرّر سيّد بكركي منذ فترة وجيزة التأكيد على هذه المسألة، وتكاد تصبح ثابتة في عظاته.
ولأنّ الحاجة تفرض معرفة البرامج الرئاسية، أوضح البطريرك الراعي أنه لا يجوز في هذه المرحلة أن نسمع بأسماء مرشّحة من هنا وهناك ولا نرى تصوراً لمرشّح. إنّه الكلام الأجدى، فكيف تُطرح أسماء وتُبثّ “خبريات” وتبدي هذه الشّخصية أو تلك استعدادها للترشح من دون برنامج عمل. ووفق ما هو ظاهر، فإنّ البطريرك أخذ على عاتقه متابعة الأمر من خلال المواقف التي يطلقها.
وعلى الأرجح أن الساحة السياسية ستكون مفتوحة أمام كلام وكلام مضاد بشأن الاستحقاق الرئاسي، وقد يعجب البعض بكلام البطريرك وقد يجد البعض الآخر أنه موجّه ضدّه ولذلك قد يتحرّك بشكل معاكس، إذ ليس من مصلحة محور الممانعة أن يُنتخب رئيس بعيد عن توجهاته. ومن الآن وحتى إنجاز هذا الاستحقاق، لن تهدأ هذه الساحة لا سيّما أنّ ثمّة من ينظر إليه على أنه معركة حياة أو موت.
وتقول مصادر في حزب القوات اللبنانية لموقع “هنا لبنان” أنّ ما قاله البطريرك الراعي بشأن مواصفات الرئيس المقبل يعبّر حقيقة عن وجهة نظر القوّات إذ أنّه من غير المقبول تكرار السّيناريو السابق وانتخاب رئيس ينفّذ أجندة حزب الله وإيران، لافتة إلى أنّ ما قاله الدكتور سمير جعجع يتماشى بشكل مباشر مع تصريحات البطريرك لا بل يكملها من عدة نواحٍ.
وتعرب هذه المصادر عن اعتقادها انّ شريحة كبيرة من المواطنين تؤيّد هذا الموقف وترغب برئيس شفاف يبعد كأس الصّراعات عن لبنان ويعيد للبنان موقعه الرّيادي في إقامة العلاقات الطيبة مع الدول، كاشفة أنّ القوّات تباشر سلسلة اتصالات تحت عنوان تعزيز موقف بكركي والوقوف إلى جانبها في المطالب المحقة لا سيّما دعم وصول رئيس للبلاد يخدم تطلعات شعبه ولا يجعله يتحمل تبعات قرارات خاطئة أو سياسة خارجية غير سليمة على الإطلاق.
وتضيف: هناك ضرورة للتّصدي لأي محاولة تُبذل لإيصال رئيس من صلب محور حزب الله وإن الفرصة سانحة لتوحيد موقف قوى المعارضة والتوافق على لائحة أسماء من المرشحين تمهيداً للاختيار منها.
إلى ذلك، تؤكد مصادر في حزب الكتائب اللبنانية لموقع “هنا لبنان” أنّه لا يجوز استخدام أي ذريعة لمنع قيام الانتخابات الرّئاسية أو اللجوء إلى التعطيل كما حصل قبيل انتخاب الرئيس عون وإن هذه الخشية قائمة ولذلك رفع البطريرك الماروني الصوت عالياً وحدّد المواصفات الرئاسية المنشودة ودعا إلى وصول رئيس يسحب لبنان من الصراعات بعدما كلّفه ذلك الكثير وهو لا يزال يعاني جراء جره إلى محور معين.
وتعتبر المصادر نفسها أن حزب الكتائب يتشارك مع البطريرك الراعي الهواجس نفسها وهو يسانده ويدعم أي مسعى يقوم به من أجل إتمام الاستحقاق وانتخاب رئيس يدخل المصلحة اللبنانية دون سواها في قاموسه، مشيرة إلى أنه من الخطأ تحميل خطاب البطريرك أكثر مما يحتمل، فهذا الخطاب واضح ومن الضروري اعتماده كخارطة طريق وبالتالي لا بد أن يلتقي الأفرقاء حوله لإنقاذ البلد وشعبه.
وتعتبر أنّ الحركة السياسية متواصلة من أجل منع الفراغ وانتخاب رئيس لا ينتمي إلى أي محور.
وفي مجال آخر تفيد أوساط مراقبة أنه ما لم تقم حركة أو نشاط جماعي داعم لمواقف البطريرك الراعي، فقد يبقى أيّ طرح من قبله من دون أفق، مشيرة إلى أن ثمّة ترقباً لاجتماعات نواب المعارضة وإمكانية تحقيق شيء. وتقول أنّ أيّ حركة لا بد أن تتسم بالتنظيم، كاشفة عن لقاءات قد يشهدها الصرح البطريركي من أجل الاطّلاع على برامج بعض المرشحين، ومن أجل مناقشة أفكار البطريرك الراعي التي تُعدّ خشبة الخلاص.
وترى أنّ ما ذكره البطريرك يلقى تجاوباً عربياً ودولياً واسعاً.
لم يقل سيد بكركي كلمته لمجرد القول، بل أراد أن يتلقّفها الجميع وان تُبذل المساعي لتحقيقها لإنقاذ لبنان. فهل يكون له ما يرغب أم يُعطّل ما يحتاج إليه اللبنانيون؟