مفتاح انتخاب الرئيس بيد إيران
كتب المحرر السياسي:
يكشف تقرير دبلوماسي عن معلومات مفادها أنّ فرنسا تسعى مع إيران إلى إحراز تقدّم في الملفّ النوويّ استناداً إلى المقترح الأوروبي، علّها تستخدمه في لبنان لانتخاب رئيس وحلّ الأزمة وكذلك للعب دور في حلّ أزمات المنطقة.
لقد جاء الردّ الإيراني على المقترح الأوروبي إيجابياً وفق أوساط مطّلعة من دون الكشف عن مضمونه، وقد وضعت إيران بعض الملاحظات وطرحت إيضاحات حول نقاط محددة. لذلك يتردّد في دوائر عواصم أوروبية أنّ التّوقيع على الاتّفاق بات قاب قوسين أو أدنى، والجميع ينتظرالجواب الأميركي على الردّ الإيراني.
وتقول مصادر المعلومات: “يتردّد في أروقة فيينا أنّ إيران، صرفت النّظرعن شرط رفع العقوبات عن ملفّ الحرس الثوري، ويبقى موضوع الشركات الاقتصادية للحرس معلّقاً للتوضيحات. وطالبت إيران بضمانات لعدم انسحاب أميركا من النّووي مع اقتراح عقوبات، كما طالبت بطيّ ملفّ تقريرالطاقة الدولية وعدم فتحه لاحقاً، وستكون المصانع النووية مفتوحة أمام مفتّشي الطاقة”. وتضيف أنّ إيران تستعجل التوقيع على الاتّفاق قبل الانتخابات النّصفية للكونغرس خوفاً من سيطرة الجمهوريين على الكونغرس ووقف التّوقيع.
كما تبيّن من المعلومات أنّ المنطقة تتجه إلى تسوية عبر الحوار والمفاوضات وليس الحرب، وإيران مؤمنة بذلك وإن رفع سقف مواقفها والخطاب السياسي للسيد حسن نصر الله ليس إلّا لتحسين الشروط والحصول على مكاسب.
فإنّ التقدم المشار إليه على الصعيد النووي سينسحب تقدّمًا في المنطقة لحلّ أزماتها بما فيها لبنان.
ولقد تبيّن أنّ السعودية لا تجاري فرنسا في رهانها على إيران، لأنّ الأخيرة ترفض ربط ملفات المنطقة بالملف النووي بل تتمسّك بمعالجة كل ملف على حدة خشية من أن تقدّم تنازلات بالجملة ويتم حشرها إقليميًّا، فإيران تحرص على الحصول على مكاسب في كلّ ملف.
بالمقابل تبقى السعودية على موقفها إلى أن تثبت إيران العكس، وينعقد الاجتماع الذي طال انتظاره بين وزيري خارجية البلدين في العراق كما أعلن عنه وزير خارجية إيران حسين أميرعبد اللهيان منذ شهر تقريباً، وقد تأخّر انعقاده بسبب التطوّرات في العراق والمفاوضات النووية.
إلى ذلك قررت فرنسا أن تسير في لبنان وراء الموقف السعودي في السياسة التي تتبعها وتكتفي راهناً بدعم الصندوق المشترك لمساعدة الشعب اللبناني الذي لم يفعّل عمليًّا بعد، لأنّ السعودية ترى أنّ إيران تلعب لعبة المماطلة معها للحصول على المكاسب.
إنّ مفتاح حل الأزمة في لبنان وانتخاب رئيس جديد هو في يد إيران التي تستخدمه على وقع المفاوضات النووية، وليس في يد باريس رغم محاولات الرئيس إيمانويل ماكرون التنسيق مع الأميركيين والإيرانيين لتأمين انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بلبلة في البسطة الفوقا.. توقيف صاحب المبنى! | الداخلية الإماراتية تواصل البحث عن شخص مفقود | معابر البقاع الحدودية باتت خارج الخدمة لوقف الإمدادات العسكرية من سوريا |