مؤتمر لتثبيت الطائف

خاص 23 آب, 2022

كتب المحرر السياسي:

تتخوّف أوساط غربيّة من وقوع لبنان في فراغٍ رئاسِيٍّ رغم الضّغط المحلّي والخارجيّ لإجراء الانتخابات في موعدها الدّستوري. وتعزو هذه الأوساط حال الفراغ إلى الخلاف الدّاخلي المستحكم بين القوى السياسية وفشلها في الاتّفاق على اسم رئيس حتى ضمن الجبهة الواحدة، سواء قوى 8 آذار أو جبهة المعارضة المتنوّعة التّكاوين بكتل صغيرة وأحزاب سياسية، إضافة إلى عدم وضوح الرؤية إقليميًّا ودوليًّا وانشغال العالم بالملفّات السّاخنة من أوكرانيا إلى الصين والوضع في شرق آسيا.

فإذا حصل الفراغ فالانتخابات لن تكون قريبة وفق الأوساط، وليس قبل التّوقيع على الاتفاق النووي. لذلك تخشى جهات خارجية من خطورة فترة الفراغ، غير أنّ مواقف بعض الأحزاب الأساسية كحزب الله الذي يضغط للمحافظة على الاستقرار انطلاقاً من أنّ أيّ توتّر لا يكون لصالحه، ولا يخدم مشروع وسياسة محوره أي إيران.

بالمقابل تحاول أطراف سياسية استخدام الفراغ للضّغط من أجل تحقيق مشاريعها الخاصّة. فمع حصول الفراغ ستكون الحاجة ضرورية لمؤتمر دولي برعاية دولية إقليمية هدفه تثبيت الطائف كنظام سياسي مع بعض “الروتشة” التي من شأنها حماية التوازن السياسي، لقطع الطريق على محاولة البعض تعديل الطائف ومعادلته.

إنّ دور القوى العسكرية في المنطقة قد انتهى، لذلك عليها الانخراط في الحياة السياسية والتّخلّي عن السلاح ولغة العنف. وما جرى في غزة من تصفية للجهاد الإسلامي واستهداف عدد من قيادييه، في ظلّ صمتٍ إيرانيّ وغياب أيّ ردٍّ من قبل حماس وحزب الله وغيرهما من أذرع إيران العسكرية، يعطي الدليل القاطع على أنّ المنطقة مقبلة على استقرار وهدوء والابتعاد عن استخدام السلاح لحلّ الأزمات.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us