رئيساً للجمهورية لتصريف الأعمال!
كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان”:
تدور مشاورات التأليف الحكومي بين تكريس تصريف الأعمال لمرحلة ما بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، وبين تنصيب “الرئيس القوي” رئيساً أبدياً لتصريف الأعمال.
فبين حكومة لتصريف الأعمال تستلم صلاحيات الرئيس وبين رئيس للجمهورية يصرف الأعمال بدلاً من حكومة لتصريف الأعمال، يدور نقاش التأليف. بينما الشعب ينتظر بفارغ الصبر أن ينتهي عهد الفشل والشؤم وترحل معه حكوماته العقيمة والباهتة.
هذا في المكتوم أما في العلن فالمسرحية قائمة والأدوار موزعة والهدوء سيد الموقف، فرئيس الجمهورية يغازل الرئيس المكلف ويقول له “صرلنا زمان ما شفناك” ويسأله عن أحواله وعن التشكيلة المستعصية، بالمقابل الرئيس المكلف لا ينام الليل من الغزل الرئاسي، ويعمل على استنساخ حكومة جديدة كالحكومة الحالية يقنع بها رئيس الجمهورية. ولكن هدف الاثنين واحد: من سيدير الفراغ التام، أحكومة تصريف الأعمال أم رئيس الجمهورية لتصريف الأعمال؟
فعون الرئيس يهوى لعبة الفراغ، الفراغ رفيق دربه منذ البدايات، فهو من نصب نفسه رئيساً للحكومة الانتقالية إبان نهاية عهد الرئيس أمين الجميل، وهو الذي لعب لعبة تفريغ رئاسة الجمهورية لسنوات للضغط على القوى السياسية لتنصيب نفسه رئيساً، وها هو اليوم يلعب لعبة رفع سقف شروط التأليف للوصول إلى يوم الفراغ التام الذي يهواه، فالنية واضحة لدى طرفي التأليف، ولا أحد يعلم لما يخططان. انتظروا “راديو تشرين” لمعرفة ما يخفيه لكم عون في ٣١ تشرين الأول، على أمل أن لا يخفي ما أخفاه في ذاك الـ ١٣ منه..
في حين قالت مصادر مقربة من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لـ “هنا لبنان”، حول أسباب رفع سقف شروط التأليف من قبل رئيس الجمهورية، “أن هذا النقاش لا نفضل أن يكون على الإعلان وإن كان هناك من اقتراحات وخيارات ومباحثات يجب أن تظل بين الرئيسين ولن نعلق على هذا الموضوع.”
وعن تفضيل كل من الفريقين عدم الكلام عن تشكيل الحكومة، واتفاقهم على عدم تشكيل الحكومة قالت المصادر: “بالعكس نحن نريد تأليف حكومة ولن يكون هناك سجال علني بهذا الموضوع أبداً مهما كانت الظروف”.
وعن استلام حكومة تصريف الأعمال الحالية صلاحيات رئيس الجمهورية قالت المصادر “لن نتكلم بالموضوع إلا بأوانه، ونحن يهمنا تأليف حكومة في أسرع وقت، والرئيس ميقاتي يزور بعبدا كل أسبوع لأنه هو المكلف وهو المسؤول عن تسريع ومتابعة هذا الجهد، ورئيس الجمهورية ينسق معه للتوافق، وعدم وصول هذا الموضوع إلى خواتيمه موضوع آخر بالنسبة لنا، ولن يكون موضوع سجال إلا إذا نُسِبَ لنا ما يحمل مغالطات”.
وتابعت المصادر “لا نريد الدخول في سجالات عن نية الرئيس في موضوع التشكيل، وهناك رغبة من الرئيس المكلف بتأليف حكومة وهو يعمل لذلك بكل جد”.
وعن طرح وزراء الدولة الستّ قالت المصادر “إنّ الموضوع طرح وننتظر التواصل بين الرئيسين في الأسبوع المقبل”.
وختمت المصادر بالقول أن “البلد أهم من كل شيء والوقت ليس للسجالات”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بسام مولوي من معدن الرجال الرجال! | لبنان يتأرجح بين مطرقة شاوول وسندان الشامي! | انتخابات القوات أمثولة… كيروز لـ “هنا لبنان”: القوات إطار جامع لأجيال المقاومة |