الوطنية العراقية… بمواجهة إيران

كتب المحرر السياسي:
انفجر الوضع في العراق بعدما عجزت القوى السياسية منذ عشرة أشهر عن تشكيل حكومة ائتلاف وانتخاب رئيس جديد للجمهورية على إثر الانتخابات النيابية التي جرت في تشرين الأوّل 2021، الأمر الّذي أوقع النّظام السياسي في ورطة.

ويعود عجز القوى عن القيام بواجباتها الدستورية إلى الضّغط الإيراني على الساحة السياسية بعدما خسرت الغالبية في المجلس، وخروج التيار الصدري (مقتدى الصدر) منتصراً بأكبر كتلة برلمانية مناوئة لإيران. فلم ترق نتائج الانتخابات للسلطات الإيرانية التي حاولت أن تعزّز سيطرتها على العراق بعرقلة تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس.

وفي تموز اجتمعت قيادات الإطار التنسيقي، وهو تحالف أحزاب وفصائل محسوب على إيران ورشّحت محمد شياع السوداني، مقابل مطالبة القوى المناوئة لإيران من أحزاب وقوى شيعية وسنية وكردية بعودة رئيس الحكومة الحالي مصطفى الكاظمي وسط اعتراض لشيعة إيران ترجم عبر عمليّات أمنيّة استهدفته في منزله.

ولم يُحسم الصراع بل اشتدّ تأزّماً، ما حمل الصدر على إعلان استقالة نوّاب كتلته والدعوة إلى انتخابات جديدة لحسم الصراع، ما رفضته الجهات المحسوبة على إيران برئاسة رئيس الحكومة السابق نوري المالكي.

وأمام هذا المشهد دعا الصدر أنصاره للتظاهر احتجاجاً، فاقتحموا المنطقة الخضراء ودخلوا مبنى المجلس وظهرت صور للمالكي يحمل السلاح بين مجموعة مسلّحين في رسالة واضحة للصدر. وحقناً للدم العراقي كما قال الصدر، وبعد اندلاع مواجهات بين أنصاره وأنصار الحشد والفصائل المؤيّدة لإيران في المنطقة الخضراء، دعا أنصاره إلى الانسحاب من المنطقة الخضراء خلال ساعة.

إنّ ما يحصل في العراق، وفق مسؤول في أحد الأحزاب المحسوبة على العراق، هو عودة للوطنية العراقية التي تجلّت بمواجهة إيران تطبيقاً لشعار “إيران برا العراق حرة”، هي انتفاضة لتحرير العراق وخروجه من الهيمنة الإيرانية ونفوذ طهران ومنع أيّ تدخّل خارجي في شؤون العراق. كما إنّ ما جرى يسرّع الدّعوة لانتخابات جديدة بإشراف دولي لتأمين النزاهة والشفافيّة بعيداً عن التّدخّلات وممارسات فائض القوة.

ويذكّر أحد السياسيين بمعادلة شهيرة أطلقها الرئيس كميل شمعون وهي: “إذا أردتَ أن تعرف ماذا يجري في المنطقة أبقي عينك على العراق. إنّ النظام في العراق ينسحب على الأنظمة في المنطقة”. واستناداً إلى هذه المعادلة يتوقع السياسي تطورات مهمّة في المنطقة قد تفرز حالة جديدة في لبنان.

مواضيع مماثلة للكاتب:

ارتفاع إضافي بالدولار.. هكذا افتتح صباحا في السوق السوداء

الجيش: عمليات دهم في دار الواسعة

ما سرّ خاتم الملك الذهبي؟