رماة الحجارة
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
لا أدري لماذا استغرب البعض من اللبنانيين أن يرمي وزير الطاقة وليد فياض ووزير الشؤون الإجتماعية هيكتور حجار الحجارة باتجاه العدو الإسرائيلي، فما قاما به كان تصرفاً طبيعياً إنطلاقاً من القول الشائع بأن “ترمي حجراً في المياه الراكدة لتحريكها”.
حجر وليد فياض كان الهدف منه تحريك المياه الراكدة عند الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل واستعجاله إنهاء النزاع وترسيم الحدود، وقد أتى هذا الحجر بمثابة رسالة تذكيرية للعدو بأن “الحجر بمطرحو قنطار”.
حجر هيكتور حجار كان الهدف منه تحريك المياه الراكدة في ملف عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم، وإلا فتحرير فلسطين جاهز في أي لحظة ولن يبقى لدى العدو حجر على حجر.
إن ما قام به الوزيران فياض وحجار هو في الحقيقة ليس صدفة، بل هو امتداد لثقافة حزب الله في طريقة التعبير عن العداء لإسرائيل والتي امتدت شعائرها إلى شريحة من المسيحيين هي بالتحديد التيار الوطني الحر، فالكثير من مؤيدي هذا التيار أصبحوا يمارسون ويستخدمون العبارات والتعابير التي يستخدمها حزب الله تجاه العدو الإسرائيلي والكثير منها ينطلق من ثقافة وأسس وتعاليم دينية خاصة بالتوجه الديني والإيديولوجي للحزب.
أيضاً يدخل ما قام به الوزيران في إطار المزايدة الإعلامية والسياسية والتي يمارسها بشكل متزايد أنصار التيار الوطني الحر تجاه حزب الله من أجل كسب مزيد من ودّ ورضا حزب الله على خلفية إظهار أبناء التيار الوطني الحر لعدائهم لإسرائيل بشكل استعراضي.
إن أفضل وسيلة لمواجهة إسرائيل هي أن نتفوق عليها نحن في لبنان في الخدمات التي نقدمها للمواطنين، فنحن نعيش في دولة مأزومة قادها من تولى السلطة فيها إلى الانهيار التام ولم يجد هؤلاء وسيلة للتهرب من المسؤولية والفشل سوى بإلقاء اللوم على الأعداء وتعويض المواطنين عن بؤسهم بإيهامهم بمواجهة العدو على طريق إصلاح وضع البلد.
لقد ذهب الوزراء إلى الجنوب للتعبير عن وقوفهم إلى جانب الجنوبيين في هذا الظرف الصعب، ذهبوا وعادوا ولم يتحدث أي منهم عما وعدوا به أهل الجنوب وأي وعد سيتحقق وكان حضورهم شبيهاً برحلة ترفيهية انتهت برمية حجر.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |