بيان البيت الأبيض… رسالة طمأنة للبنان
كتب المحرر السياسي:
مع عودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان يتحرك ملف ترسيم الحدود ويخرج من حال المراوحة القاتلة التي يدور فيها، وفق أوساط حزب الله، إلى مرحلة الاتفاق.
لذلك تقول أوساط مواكبة للملف أن هوكشتاين سيزور عدداً من الدول ويجتمع مع رؤساء مجالس إدارة شركات التنقيب للبحث في خطوة ما بعد التوقيع، وبعض التفاصيل، والآلية المفترض اعتمادها لتنفيذ الاتفاق ومعالجة بعض الإشكاليات. فقد زار هوكشتاين اليونان واجتمع مع مسؤولين عن شركة إينيرجيان التي تنقب في كاريش وزار فرنسا واجتمع مع المسؤولين في شركة توتال التي من المفترض أن تنقب في حقل قانا من ضمن كونسورسيوم إيني (إيطاليا) ونوفاتيك (روسيا) التي انسحبت، وهنالك اتصالات لتحل محلها شركة قطر للطاقة، بعدما فشلت شركة تركية في أن تحل مكان نوفاتيك لذلك أرجأ وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو زيارة كانت مقررة للبنان منذ فترة. وامتنعت شركة إماراتية عن الدخول في التنافس محل نوفاتيك. لأن موضوع الغاز والنفط بات حاجة ماسة لأميركا والغرب بعد وقف روسيا ضخ الغاز إلى أوروبا، واتجاه الاتحاد الأوروبي وأميركا إلى الشرق لتعويض النقص الغازي عبر اتفاقات عقدها ممثل الاتحاد مع مصر وإسرائيل بعد النقص الذي سببته حرب أوكرانيا على أن يتم تأمين موارد أخرى ومزيد من ضخ النفط عالمياً لمواجهة الحاجة إليه. واستباقاً لتحرك هوكشتاين صدر بيان عن البيت الأبيض حول ملف ترسيم الحدود في خطوة لافتة تؤكد الاهتمام الشخصي للرئيس جو بايدن بالموضوع ودعم مهمة هوكشتاين، كما انطوى البيان على رسائل عدة إلى لبنان تؤكد التزام واشنطن بالعمل على إنجاز الاتفاق، وأن بايدن يتدخل شخصياً لمساعدة هوكشتاين لإنجاز مهمته. إنّ تفاقم أزمة الغاز يحمل واشنطن على استعجال وصول غاز الشرق إلى حلفائها في الغرب، لذلك يقف بايدن إلى جانب حكومة إسرائيل لزيادة ضخ الغاز لاحقاً. كما يتضمن البيان رسالة تأكيد أميركية بوجوب المحافظة على الاستقرار في المنطقة، لأن التوتر سيؤدي إلى خروج كل شركات التنقيب منها.
وتقول أوساط غربية أن هنالك تأكيدات وضمانات بأن المنطقة ستبقى مستقرة وأن أيًّا من الأفرقاء غير راغب في التصعيد وتوتير الأجواء. وفي سياق مهمة هوكشتاين تكشف مصادر المعلومات أن هنالك نقطتين عالقتين، سيادة لبنان فوق المياه كما هي تحت المياه وأن كامل حقل قانا هو للبنان، ولا تعويضات لإسرائيل لأن قسماً من قانا في مياهها الإقليمية. أما النقطة الثانية فتكمن في إيجاد ممر آمن لإسرائيل لربط غازها بالأنبوب المصري المحاذي للبلوك 8 لينقل إلى مصر بقصد تسييله في مصانعها قبل نقله مع الغاز المصري عبر المتوسط إلى أوروبا. وفي المعلومات أن قطر للطاقة ربما تتولى المهمة إذا دخلت محل نوفاتيك.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نديم الجميّل: على الحزب الاعتراف بأنه أخطأ بكل السردية | السعودية تُحبط محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب الكبتاغون | الجيش الإسرائيلي: قوات الفرقة 98 تواصل العمل في جنوب لبنان.. وهذا ما رصدته |