في ذكرى إستشهاد البشير… المقاوم بوب حداد لـ”هنا لبنان”: لا أحد يشبه بشير الجميّل!
كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:
أربعون عاماً مرّت على ذكرى 14 أيلول 1982 الأليمة… ليصبح الحنين أقوى بكثير إلى بشير وإلى حلم الجمهورية، وإلى الشعار الذي أسسّه واقتدى به الآخرون بعد سنوات عديدة “لبنان أولاً”، فجعله القضية الأولى في برنامج رئاسته، التي دامت واحداً وعشرين يوماً فعلياً، إستطاع خلالها إعادة الهيبة إلى الدولة المشلّعة، فجمعها ووحّد أكثرية اللبنانيين الذين أتوا من كل المناطق، تحت راية “الدولة القوية” التي نحلم بها لغاية اليوم، وعلى ما يبدو ستبقى حلماً صعب المنال.
بعد أربعين عاماً نردّد “بشير حي فينا” كقائد لم يعرف لبنان مثيلاً له، حيّ فينا كزعيم لا يشبهه الزعماء، كيف لا؟ وهو الزعيم الذي أحدث تغييراً كبيراً في لبنان الوطن، ولربما هو الرجل الوحيد الذي يدور الكلام عنه في مماته كما في حياته، بشير القابع اليوم على ذلك العرش سيبقى حياً رغم مماته، ورئيساً عُلقت صورته في أروقة القصر الرئاسي رغم أنف الجميع.
معه عشقنا ذلك الوطن الصغير فأصبح له معنى القدسية، معه تعلمنا النضال من أجلِ السيادة والحرية، وسنبقى نسعى لتحقيق ذلك ولو بعد حين.
في هذا اليوم أسئلة عديدة تراودنا: “ماذا لو بقيت حيّاً وكان الأمر للجمهورية؟ دولة لا تحوي الدويلات ولا السلاح الميليشياوي، ولا الدخلاء ولا أصحاب الولاء الخارجي، ولا الغرباء ولا الوصايات، ولا أصحاب “الأمر لي، أو أنا أو لا أحد”، وإلى ما هنالك من شواذات لم يكن لبشير أن يسمح بها. ولكن هيهات من كل هذا، في ظل ما يجري اليوم من خلافات وانقسامات، ومصالح خاصة تطغى على مصلحة لبنان، التي كانت الشغل الشاغل لبشير، الذي كان وسيبقى رئيساً في قلوب اللبنانيين ووجدانهم وذاكرتهم…
إلى ذلك، ماذا يقول في المناسبة الأليمة المقاوم بوب حداد لموقع “هنا لبنان” وهو أحد رفاق بشير، الذي كان يشغل منصب قائد المغاوير في “القوات اللبنانية” خلال حقبة بشير، وحالياً رئيس جمعية “أنت رفيقي” ومؤسس “جمعية مار اسطفان لإنماء الريف- طبرية”.
حداد إستهل حديثه بالقول: “لا أحد يشبه بشير ولم نر أحداً إستطاع تعبئة مكانه، هو رجل إستثنائي لن يتكرّر، للأسف لم نستطع الحفاظ على إرثه كما يجب، والمسؤولية لا تقع علينا بل على مَن قام بإدارة السياسة، أنا اليوم لديّ اهتمام آخر بدأ منذ سنوات عديدة ومستمر بالتأكيد، حيث أعيش معظم أوقاتي في مكان مقدس يجمع الصلاة والهدوء، هناك يرقد رفاقي الشهداء في طبرية، أعتصم في صومعتي مع الأرض والضمير والرفاق، لقد بقيت وفياً لكن الأوفياء قلائل، ربما لكل واحد ظروفه، لكن البعض تجاهل القضية، أما نحن فلم نتركها ومسيرتنا مستمرة من خلال تواجدنا الدائم في طبرية”.
ورداً على سؤال حول ما الذي بقي من القضية اليوم، قال حداد: “لم يبق من القضية سوى الاسم”، متطرقاً إلى الواقع السياسي الذي يرزح تحته لبنان اليوم، هذا الـ”لبنان” الذي بات أبعد ما يكون عن حلم بشير ومشروع بشير.
حداد إستذكر ما قاله النائب جميل السيّد خلال مقابلة متلفزة منذ فترة، حين وصف بشير بالرجل الوحيد الذي أراد إنشاء دولة عن حق وحقيقة، وهذه شهادة من شخص كان على خلاف سياسي مع بشير لكنه قال الحق.
وحول إمكانية أن نرى بشير آخر، أجاب: “لا أعرف… من الوارد أن يأتي بشير جديد لكن ليس في أيامنا، لربما في المستقبل لا أحد يعلم”.
رفاق بشير، الذين يفقهون مشروعه و”لبنانه” الذي كان يسعى إليه، هم أكثر من يدرك حجم الخسارة، وهنا تتحوّل عبارة “بشير حيّ فينا” إلى ميثاق لا بدّ من العودة إليه لإعادة بناء الجمهورية.