“مسرحية” التغييريين.. من جبران باسيل إلى محمد رعد!
كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:
بداية، ما من مبالغة في كلمة “مسرحية”، فمن خرج من مجتمع الـ”هيلا هيلا هو”، لا يمكن أن يجلس كالتلميذ النجيب في حضرة النائب جبران باسيل، ومن رفض الارتهان للسلطات الدينية وقاطع اجتماع دار الفتوى – وهي مقاطعة محقة – لا يمكن أن يستويَ جلوسه مع النائب محمد رعد تحت راية حزب الله!
المسألة ليست في إطار سياسي، بقدر ما هي مسألة أخلاق ومبادئ.
الصور التي توّزع بعد كل اجتماع يعقد من إحدى الكتل السياسية، تحمل انسجاماً وودّاً، وكأنّ الطرفين لم يفصل بينهما ساحات ومتاريس، ففي لحظة قرر هؤلاء النواب الـ13 التخلّي عن شعار “كلن يعني كلن”، والعودة إلى أحضان السلطة.
وهنا لا نقول انّ شعار “كلن يعني كلن”، هو شعار سياسي صحّي. ولكن لماذا لم يكن هذا التخلّي إبان الانتخابات النيابية؟ ما دام هؤلاء باتوا فجأة يؤمنون بالانفتاح على الآخرين..
لماذا لم نشهد هذا الانفتاح على الكتل التي تشبهنا بالحد الأدنى قبل الاستحقاق الانتخابي. ولماذا لم تحصل هذه اللقاءات قبل انتخاب رئيس مجلس النواب، ونائبه، واللجان و و و و …
لماذا الآن، وقد خرجنا من هذه الاستحقاقات بخسارة مدوية! ودون تسجيل أيّ نقاط حتى…
مشهد جبران باسيل وهو جالس بأريحية فيما يحيط به النواب التغييرين كالطلبة، مستفزّ، ابتسامة ملحم خلف عقب اللقاءات مستفزّة، مصافحة فراس حمدان لمحمد رعد، وجلوسه مع كتلة التنمية والتحرير، أيضاً مستفزّ!
هي مشاهد مستفزّة، ويحقّ لنا كلبنانيين ان ننفر منها، هنا الانتقاد حقّ، بل واجب أيضاً.
والأكثر سخرية، أنّ هذه اللقاءات تأتي لتكرّس مبادرة رئاسية تتماهى ومحور الممانعة بمضامينها، فهي مبادرة “خشبية”، ينقصها فقط معادلة جيش شعب مقاومة، وتوقيع كتلة الوفاء للمقاومة.
وعلى هامش اللقاءات، هناك أسئلة مشروعة، هل سأل ملحم خلف، وهو محامٍ، علي حسن خليل عن عرقلة القضاء وعدم الامتثال له في انفجار مرفأ بيروت؟ أم الجلسة كانت “أخوية” بعيداً عن صوت الضحايا!
وهل سأله فراس حمدان، عن شرطة المجلس؟ وعن الرصاص المطاطي الذي فقأ العيون، علماً أنّه نفسه ما زال يحمل حتى اليوم شظية تذكّره بالبطش الذي تعرّض له المتظاهرون في 17 تشرين!
وهل سأل وضاح الصادق، محمد رعد، عن حقيقة تخزين حزب الله للنيترات في المرفأ؟ أم تراه اكتفى بشرب الشاي والاتفاق على البيان الذي سيتلى بعد اللقاء والذي سيحمل بعض العبارات القاسية ضد الحزب إرضاءً للذوق العام!
نواب التغيير، اليوم هم الوجه الآخر للسلطة، النواب الـ13 باتوا دون أيّ شرعية. بل وأكثر، قد راوغ بعضهم بشعارات مثالية كي يصل إلى الكرسي، ولمّا وصل لم يكن إلاّ نسخة بديلة مشوّهة، نسخة رديفة لسلطة تتقن الكذب والنفاق!
مواضيع مماثلة للكاتب:
أين لبنان؟.. يا فيروز! | سليم عياش.. “القاتل يُقتل ولو بعد حين”! | نعيم قاسم “يعلّم” على الجيش.. الأمين العام “بالتزكية” ليس أميناً! |