جرائم السرقة والقتل أعادت الهاجس الأمني إلى الواجهة.. مصادر أمنية لـ “هنا لبنان”: الخوف ممنوع!
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
أصبحت أخبار الموت والقتل “عادية” في نظر اللبنانيين، إذ لا يكاد يمر يوم دون أن تُسجّل فيه جرائم قتل وسرقة.
“قتلى وجرحى إثر إطلاق نار”، “العثور على جثة مذبوحة”، “موجة سرقات ليلية”، مثل هذه الأخبار باتت مألوفة واعتيادية في بلدٍ تزدحم يومياته بالقصص المروعة.
لكن في بعض الحالات قد تثير جرائم معيّنة الرأي العام، خاصةً عندما ينتج عنها عدد كبير من الضحايا، أو عندما يُراد الإستفادة منها في غايات سياسية ومذهبية ومناطقية، أو عندما يتجاوز الحدث ما اعتاده المواطنون.
وآخر الجرائم التي أثارت الرأي العام في الفترة الأخيرة، الجريمة المروعة التي حدثت في طرابلس في 9 أيلول الجاري، حين هاجم مسلحون محلًا لبيع الهواتف، وأطلقوا النار على من داخله، ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى.
ما حصل في طرابلس وما يحصل في المناطق كافة من حوادث أمنية، أعاد شبح المخاوف من التفلت الأمني لدى الناس، في ظل الإنتشار الواسع للسلاح وارتفاع ضحايا تفلته، وازدياد العصابات وأعمال السرقة بشكل يومي، فهل نحن مقبلون على زمن الفوضى والعصابات المسلحة؟
القوى الأمنية بالمرصاد؟
استناداً إلى تقارير المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، قالت “الدولية للمعلومات” إن وضعية المؤشرات الأمنية خلال الأشهر الـ 8 من العام 2022 قد اختلفت عن الفترة ذاتها من العام 2021، إذ ارتفعت جرائم القتل بنسبة 5.7%، في حين انخفضت جرائم سرقة السيارات بنسبة 11.9%، كما انخفضت جرائم السرقة بنسبة 8.5%.
في المقابل، تمكنت قطعات قوى الأمن الداخلي في خلال شهر آب الماضي من إلقاء القبض على 1262 شخصًا بجرائم مختلفة منها: قتل ومحاولة قتل، وسرقة، وسلب، ومخدرات، وتهريب أشخاص، وإطلاق نار، وعنف أسري، وغيرها.
ولا يمر يوم من دون أن توقف القوى الأمنية خارجين عن القانون أفراداً كانوا أم عصابات، كما تقول مصادر أمنية، وهي توقيفات طالت عصابات ورؤوس كبيرة، كما تكشف المصادر.
وبحسب المصادر، فإنّ هذه التوقيفات أدّت إلى تراجع نسبة السرقات في لبنان 6 في المئة، مقارنة بالأشهر السّتة الماضية.
وردًا على مسألة مخاوف الناس من الإنفلات الأمني في البلاد، تقول المصادر: “من حق المواطنين أن يتخوّفوا لكن نحن بالمرصاد، فلا وجود للإنفلات الأمني، إنّما حوادث متفرقة، لأنّ الانفلات يعني أن الأجهزة الأمنية لا تُلاحق ولا تقوم بتوقيفات ومتقاعسة، أو ليس لديها القدرة والإمكانيات، لكن الأمور ليست كذلك، بل على العكس، هناك سرعة في التوقيفات، كما أنّنا غالبًا ما نقوم بعمليات استباقية”.
لكن لماذا ترتفع جرائم القتل في ظل الملاحقات الأمنية؟ توضح المصادر الأمنية أنّ “جرائم القتل لا علاقة لها بالسرقات، كون معظمها يتعلّق بمشاكل عائلية وعاطفية ونفسية، ونسبة القتل بسبب السرقة منخفضة جدًا”، مضيفةً: “جريمة طرابلس هي حالة وليست نموذج للسرقات في لبنان، فهي ليست متكررة، كما أنّ الحركة الأمنية في هذا الصدد كانت سريعة وتمّ توقيف أشخاص متهمين بالضلوع والتخطيط للعملية، والتحقيقات في الجريمة لا تزال مستمرة وستوضح أسباب القتل”.
نعم للحذر.. لا للخوف!
تدعو المصادر الأمنية المواطنين إلى الحذر الواجب، وإلى أخذ كل الإحتياطات اللازمة للحفاظ على الممتلكات من منازل وسيارات، ولكن لعدم الخوف.. “فالخوف ممنوع”.
وتقول المصادر إنّ سلسلة النصائح للحدّ من إمكان التعرّض للسرقة باتت معروفة، وهي: إقفال السيارة قبل الإنطلاق بها، عدم ترك أغراض ظاهرة بداخلها، مثل الهاتف أو اللابتوب أو الحقيبة، إنما في مكان مخفي تحت المقعد.
كما دعت المواطنين إلى عدم التلهّي بالمراسلة على الهاتف أثناء المشي على الطريق، كما وعدم حمل الكثير من الأموال أو الأوراق المهمة أو جواز السفر في الحقيبة، وإذا استقلّينا سيارة أجرة يجب أن تكون قانونية، وألا نجلس بالقرب من السائق.
كذلك دعت إلى تعزيز أقفال أبواب الأبينة والمنازل والأسطح، وحذّرت من السرقات عبر انتحال صفة خدمة “الديلفري” أو تنفيذ عمليات صيانة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |