تقرير أمني: الفوضى قبل الفراغ
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
تُرسم سيناريوهات كثيرة لمرحلة ما بعد ٣١ تشرين الأول، في ظلّ حسم الفراغ الرئاسي الذي يبدو أنّه يناسب أكثر من فريق، كسباً للوقت ورهاناً على تغيير الظروف.
وتأخذ بعض السيناريوهات طابعاً أمنيّاً، خصوصاً أنّ حالة الانهيار التي أصابت البلد بدأت تنعكس على الوضع الأمني، وإن كانت الأحداث الأمنيّة ما تزال محدودة.
إلا أنّ تقريراً أعدّه جهازٌ أمني واطّلعت عليه مرجعيّات رسميّة حذّر من حصول فوضى بدءاً من شهر تشرين الأول، أي قبل الفراغ.
ولفت التقرير إلى أنّ هذه الأحداث ستكون متنقّلة بين المناطق، كمثل ما حصل في الأيّام الأخيرة، ولكن بوتيرة أكبر.
وفي وقتٍ لم يُحدّد التقرير الجهات التي قد تدفع إلى هذه الفوضى، فإنّ تحليلات كثيرة كانت تحدّثت عن سيناريو أمني في مرحلة الرئاسة سيؤدّي إلى وصول قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى بعبدا. إلا أنّ الخطوات والقرارات التي يتّخذها العماد عون تُثبت بأنّه في غير وارد استغلال هكذا أحداث لمصلحته، لا بل أنّ الأيّام القليلة الماضية شهدت أكثر من عمليّة عسكريّة للجيش، من بينها عمليّة كبيرة في طرابلس بمواكبة جويّة.
وتأتي هذه الخطوة من الجيش اللبناني ليس فقط للمحاسبة على إخلالٍ سابق بالأمن، بل منعاً لإخلالٍ سيأتي في الفترة المقبلة، خصوصاً أنّ الجيش ألقى القبض على بعض “المفاتيح” التي تُستخدم لإشعال المواجهات في المدينة، وهي إشارة إلى أنّ الجيش لن يتهاون مع المخالفات الأمنيّة وسيكون السلطة التي تضبط الشارع قبل الفراغ، وخصوصاً بعده.
كما لا تستبعد مصادر مطلعة أن يصبح الجيش أكثر تفلّتاً من القرار السياسي في مرحلة الفراغ الرئاسي، ما سيتيح له ممارسة دوره من دون أن يُكبَّل سياسيّاً كما كان يحصل.
ولكن، ما يُخشى منه حقّاً في المرحلة المقبلة أن يحصل تباينٌ علنيّ بين الأجهزة الأمنيّة، خصوصاً أنّ كلّاً منها، باستثناء الجيش، محسوب على جهة سياسيّة، علماً أنّنا نشهد مواجهات غير علنيّة بين مديريّة أمن الدولة وشعبة المعلومات بلغت حدّ تسريب أخبار الى الصحف والمواقع الالكترونيّة.
نعود إلى التقرير الأمني. الخشية من أن تكون الأحداث الأمنيّة، وفق التقرير، مغلّفة بالشأن المعيشي، وقد تصل حدّ الشغب الذي قد يطال المصارف ومؤسسات رسميّة. هي فترة صعبة على اللبنانيّين، إن لم تصحُ ضمائر المسؤولين.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |