سباق السيارات والدولار الجمركي.. بين “توفير البنزين” وتأمين “لقمة العيش”
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
شهد قطاع السيارات هذا العام نشاطًا لافتًا غاب عن السنتين السابقتين اللتين شهدتا ركودًا في المبيع وإقفالاً لمعارض صغرى، بسبب التخوّف والتحضير لمرحلة إقرار الدولار الجمركي الذي احتسب بإيرادات موازنة الـ 2022 على سعر الـ 15 ألف ليرة.
فبلغت قيمة السيارات المستوردة خلال النصف الأول من العام الحالي 835 مليون دولار، مقارنةً بحوالى 812 مليون دولار من عام 2021، في حين ارتفع عدد السيارات المستوردة المستعملة والجديدة من 8 آلاف و208 سيارات في النصف الأول من العام الماضي، إلى 13 ألفاً و287 سيارة في الفترة نفسها من العام الحالي.
أما حركة مبيع السيارات، فازدادت في الفترة الأخيرة بسبب خوف الناس، بحسب نقيب أصحاب معارض السيارات المستعملة وليد فرنسيس لـ “هنا لبنان”، فمن كان يملك سيارة كبيرة ولديه القدرة الشرائية، قام بشراء أخرى صغيرة بهدف توفير البنزين، أما من لا يملك المال، فباع سيارته مقابل شراء أخرى أصغر.
ووفق فرنسيس، فإنّ 60% من المعارض على الأقلّ كانت قد أقفلت أبوابها خلال السنتين الماضيتين – أي قبل التمهيد لرفع الدولار الجمركي – واتّجهت للاستثمار في دول الخارج، فيما النسبة المتبقية، فكانت تكافح للإستمرار بنشاطها.
طار “البرستيج”
واقع غلاء البنزين، دفع باللبناني الذي كان يُعرف باهتمامه بنوعية سيارته وحداثتها وشكلها ولونها، إلى التنقل من معرض إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى، وبين صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، للبحث عن السيارات الصغيرة “الوفيرة”.
السؤال عن مصروف السيارة من البنزين أصبح الأهم والأبرز، وهو ما أدّى إلى غلاء السيارات الإقتصادية المستعملة، خاصةً سيارات هيونداي وكيا “بيكانتو” وi10، وفق ما يقول صاحب معرض سيارات في منطقة الجنوب، وذلك بسبب إقتصادية هذه السيارات من ناحية البنزين، من جهة، ولانعدام القدرة الشرائية للمواطنين من جهة أخرى، الأمر الذي نشّط سوق السيارات المستعملة.
وفي المقابل، يقول صاحب المعرض لـ “هنا لبنان”، إنّ ثمن السيارات ذات المصروف المرتفع قد انخفض قليلًا نظرًا لانخفاض الإقبال عليها.
صعوبة في إيجاد السيارة المرغوبة
“محظوظ من يحظى هذه الفترة بسيارة صغيرة و”نظيفة”، يقول زياد لـ “هنا لبنان” الذي كان يملك سيارة “مرسيدس بنز” 6 “سيلندر” قبل 3 أشهر، ليقتني سيارة “هيونداي”، رغم أنّه كان يفضّل شراء سيارة من نوع “هوندا” لعدم غلاء قطع سياراتها، لكنّه اصطدم بغلاء الأسعار.
أما سليم ورغم خوفه من قيادة سيارة لا تتمتّع بقوّة “كافية” تتحمّل طرقات لبنان المهترئة والمليئة بالحفر والأفخاخ، ارتضى بالواقع واقتنى سيارة كيا “والتي تطير عند أول مطبّ”، كما يقول، لكنّ “تفويلتها” لا تتجاوز المليون ليرة لبنانية، “وهذا ما هو مطلوب اليوم”، مضيفًا لـ “هنا لبنان”: “كان بإمكاني الإطّلاع على نشرة السيارة Carfax لمعرفة الأضرار التي كانت قد طالتها سابقًا، والتي تُكلّف 8 دولار، لكنّي فضلت أن أشتريها “على عماها”، وأن أثق بالتاجر الصغير الذي أمّنها لي، لمعرفتي بصعوبة إيجاد أخرى مثيلة”.
ومن جهة مقابلة، يلفت تاجر للسيارات لـ “هنا لبنان” إلى أنّ من يتخلّى عن سيارته الإقتصادية اليوم يكون في الغالب “بداعي السفر” أو “بداعي تأمين لقمة العيش”، أمّا الآخرون فينتظرون ارتفاع الأسعار لبيع سياراتهم.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |