دعوة أممية لتوفير مياه آمنة للجميع في زمن الكوليرا… سكان لبنان من بين المحرومين
خاص “هنا لبنان”:
يعدّ توفير المياه وتأمين إمدادات صرف صحي سليم ضرورة ملحة لجميع سكان الأرض، وأحد أهداف التنمية المستدامة (SDGs) ، التي وافقت عليها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة في عام 2015، وذلك وفق تقرير نشرته كل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والبنك الدولي.
وتطرق التقرير إلى حالة مياه الشرب في العالم، مشيراً إلى أنه على الرغم من إمداد أكثر من ملياري شخص بمياه شرب آمنة على مدى العقدين الماضيين، إلا أن هذا التقدم ما زال هشًّا وغير عادل في وقت ما زال فيه ربع سكان العالم محرومون من هذه الإمدادات الآمنة .
ويأتي التقرير الذي يدرس الروابط بين المياه والصحة والتنمية، بالتزامن مع أزمة صحية جديدة تهدد سكان العالم، مع تسارع وتيرة انتشار مرض الكوليرا في عدد من البلدان، نظراً لارتباط هذا الوباء بالمياه في بلد كلبنان الذي باتت معظم مصادر المياه فيه غير صالحة للشرب أو الري، بعد تحويل مصارف المجارير إلى مجاري الأنهر بدون تكريرها.
ويعاني لبنان البلد المثقل بالأزمات من سوء إدارة المياه والنظام الصحي نتيجة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي ضربت البلاد، وهو ما حذرت منه منظمة اليونيسيف في بيان اليوم.
ودعت اليونيسف في بيانها السلطات إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء المرض الذي يهدد حياة الأطفال والأسر الأكثر فقراً”.
ووفق البيان فقد وسعت المنظمة “نطاق استجابتها عبر المساعدة في تأمين المياه الآمنة وإدارة الصرف الصحي وتعزيز النظافة الشخصية من خلال دعم مؤسسات المياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي ونقل كميات إضافية من المياه بالشاحنات لمخيمات النازحين السوريين”.
وأكدت اليونيسف أنها “تبذل قصارى جهدها، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة اللبنانية التي تقود مكافحة الكوليرا في لبنان، للحدّ من انتقال العدوى”.
من جهتها أكدت المستشارة الإعلامية لوزير الصحة روى الأطرش في تصريح لـ “هنا لبنان” “أنّ هناك تنسيقاً بين وزارة الصحة واليونيسيف لتأمين مياه نظيفة لمخيمات النازحين”.
وعن إجراءات الحد من انتشار الكوليرا في لبنان، أوضحت الأطرش أنّ “نحو 600 ألف جرعة لقاح مضاد للكوليرا ستصل على شكل دفعات إلى لبنان خلال الأسبوعين القادمين”، مشيرة إلى أنّ الطاقم الطبي ستكون له الأولوية في أخذ اللقاح، تليه المؤسسات التي تعاني اكتظاظاً في عدد الاشخاص كالسجون وغيرها ضمن خطة وطنية لنشر اللقاح سيتم الإعلان عنها قريباً”.
وكشفت عن تشكيل فريق عمل لمتابعة لقاحات الكوليرا وكيفية توزيعها، مشيرة إلى تنسيق يجري بين وزارة الصحة والوزارات المعنية بحل الأزمة.
بدوره، أسف مستشار وزير البيئة الدكتور محمد أبيض، في تصريح لـ “هنا لبنان” لتوقف محطات تكرير الصرف الصحي عن العمل، الامر الذي أسهم بتفاقم أزمة المياه في لبنان، مشيراً إلى أن وزارة البيئة تعمل مع الدول المانحة لتأمين التمويل لإعادة تفعيل المحطات وتشغيلها”، مشيراً إلى أن “إدارة هذه المحطات مسؤولية وزارة الطاقة والمياه”.
ورغم أنّ لبنان بعيد عن تحقيق إنجاز سريع بسبب تراكم المشكلات جراء إهمال الوزارات المعنية المتعاقبة إضافة إلى أزمة اقتصادية تؤخر إيجاد حلول سريعة لأزمة تلوث المياه وانتشار الكوليرا وتحول دون مواكبته البلدان الأخرى، إلّا أنّ التقرير الأممي تضمن توصيات قابلة للتنفيذ للحكومات بهدف زيادة التمويل لأنظمة أكثر أماناً، وتعزيز القدرات لتخطيط وتنسيق وتنظيم تقديم الخدمات.
كما تضمن أمثلة توضح كيفية مساهمة البلدان في تحقيق هدف التنمية المستدامة المتمثل في الوصول إلى مياه الشرب المدارة بشكل آمن للجميع بحلول عام 2030.
بدوره شدد مدير الممارسات العالمية للمياه في مجموعة البنك الدولي ساروج كومارجاه على أنّ “الاستثمار في المياه والصرف الصحي أمر بالغ الأهمية للصحة والنمو الاقتصادي والبيئة، إذ يصبح الأطفال الذين يتمتعون بصحة أفضل شباباً بصحة جيدة يساهمون بعد ذلك بشكل أكبر في الاقتصاد والمجتمع.”
كما شدد على ضرورة زيادة التمويل من جميع المصادر، مع قيام مقدمي خدمات المياه بتحسين الكفاءة والأداء، وتوفير الحكومات بيئة إدارية وتنظيمية وسياسية مستقرة وشفافة.
دعا الشركاء الأمميون في تقريرهم الحكومات والقطاع الخاص إلى زيادة الالتزام السياسي بشكل كبير تجاه مياه الشرب، ومضاعفة الاستثمار أربع مرات، وحثوا على تشجيع الابتكار والاختبار من خلال سياسات ولوائح حكومية داعمة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
طائرات “الدرون” والحروب.. من هي الدولة التي تمتلك العدد الأكبر من هذا السلاح؟ | ليس بلداً عربياً.. هذه الدولة هي الأكثر استثماراً في العقارات في تركيا! | بوتين يحدّث العقيدة النووية.. ماذا يعني ذلك؟ |