بكركي تسابق الحوار.. أرنب الرئاسة يخرج من الديمان لا من قبعة برّي!
كتبت يارا الهندي لـ “هنا لبنان”:
دخلنا رسميًا في مرحلة الفراغ الرئاسي. لا مساعي جدية حتى الساعة لانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بتأييد معظم القوى السياسية ولو سبق لرئيس مجلس النواب نبيه برّي أن دعا لجلسات انتخابية كانت بمعظمهما “مسرحية”، ولو لوّح مراراً ببطاقة طاولة الحوار، غير أنّ هذه البطاقة على ما يبدو محاطة بالفشل!
وما بين الشغور الرئاسي وتصريف الأعمال، بتنا اليوم بحاجة إلى أعجوبة تنتشل لبنان من أزماته اللامتناهية. وفي هذا الصدد، اعتاد اللبنانيون أن تلعب بكركي دور المنقذ والعمل بصمت وتقريب وجهات نظر مختلف الكتل السياسية، وخصوصاً في المخاض الرئاسي.
وتم التداول في الآونة الأخيرة، عن حوار سيقوم به البطريرك الراعي مار بشارة بطرس الراعي ليجمع رؤساء الكتل بهدف الوصول إلى حلّ قد يرضي الجميع والاتفاق على رئيس للجمهورية.
مصادر بكركي تؤكد لـ “هنا لبنان” أن “هذه المرحلة ليست مرحلة إعلام وأضواء، والبطريرك الراعي منهمك، وعمله متواصل فضلاً عن اللقاءات اليومية”.
وتضيف المصادر: “كثر طرحوا موضوع لقاء موسع أو لقاء أقطاب، إلّا أنّه حاليًا أمر غير وارد، وما يجري ليس حوارًا والبطريرك سبق له أن بدأ هذه اللقاءات من الديمان. والبطريرك يحاول تقريب وجهات النظر، وهناك تواصل مع كل الأطراف والكتل المعنية من دون استثناء وليس فقط المسيحية منها كما يُشاع”.
الدور الذي يلعبه البطريرك الراعي لقيادة هذه المرحلة وتقريب وجهات النظر وتسهيل إتمام هذا الاستحقاق الدستوري الذي يعني كل اللبنانيين، بات جلياً، في هذا السياق تشدّد المصادر أن “بكركي لم تعمل يومًا بطريقة طائفية بل هي تعمل لصالح كل لبنان وهي مؤتمنة على الكيان اللبناني”.
مرشح بكركي الرئاسي
ومع أنّ السؤال الذي يطرح اليوم هو حول هوية مرشح بكركي، غير أنّ المصادر تنفي أن يكون لدى الراعي اسم فـ “البطريرك لا يملك مرشحًا رئاسيًا معينًا ولن يكون لديه، بل هو يستفتي الآراء لغربلة بعض الأسماء التي هي الأقرب إلى مواصفات الرئيس مع مختلف الكتل”.
وتتابع المصادر: “بكركي على مسافة واحدة من الجميع وتبارك كل ماروني يصل إلى سدة الرئاسة بطريقة دستورية”.
وبحسب المعلومات، فإن بكركي حريصة على ممارسة الحياة الديموقراطية في لبنان وتدعو مجلس النواب للقيام بواجباته وتشدد على ممارسة النواب دورهم كما هو مطلوب منهم وقفا للوكالة المعطاة لهم من الشعب اللبناني.
وتشير المعلومات إلى أنّ “بكركي ستدعم رئيس الجمهورية بعد انتخابه على الرغم من أنها أصيبت سابقاً بخيبات أمل من القادة الموارنة لتعطيلهم الاستحقاقات سابقًا”.
الأجواء إيجابية… ولا عرقلة في الأفق
أمّا عن اقتراب حسم أي خيار، فتؤكد المصادر أنّ “الجو إيجابي والجميع أبدى تعاونه مع مبادرة الراعي، كما أن الجميع على علم أن الفراغ ليس من مصلحة أحد والهدف هو الوصول إلى تقارب لانتخاب رئيس للجمهورية ولا أحد يضع أمامه العرقلة لمنع انتخاب رئيس”.
إذاً، المساعي اليوم باختيار رئيس جديد باتت جدية، وعلى ضفاف حوار برّي، خرجت بكركي لتؤكد أنّها تلعب دورًا إنقاذيًا وأنّ شرعية الرئيس بخروجه من الديمان لا بتسويات وصفقات وطاولات حوار هجينة، وأنّ على الأطراف المعنية بهذا الاستحقاق أن تضع يدها بيد البطريرك الراعي للوصول إلى حلّ، ينتشل لبنان من المأزق والأزمات التي يرزح تحت وطأتها المواطنون.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ميقاتي وصفقة المليار يورو… على “ظهر اللبنانيين” | قنبلة الذوق الحراري: مواد كيميائية تنذر بكارثة جديدة في لبنان! | “دورة خفراء في الجمارك” تثير الجدل مجددًا… فهل يتم إقصاء المسيحيين من وظائف الدولة؟ |