باسيل.. صفر “IQ”!
كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:
الفيديو الأكثر تداولاً منذ ليل أمس على مواقع التواصل الاجتماعي، هو ذاك الذي جمع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بالإعلامي سامي كليب، حوار عابر تحوّل إلى ترند، وسط تهليل من الناشطين!
في اللقاء يظهر باسيل وقد تملّكه الضيق من أسئلة كليب، فما كان منه إلّا أن قاطعه قائلاً: “شو باك يا سامي إنت مقرر توطي الـ IQ تبعك الليلة؟”
ليجيبه الإعلامي المخضرم بكل هدوء: “لأ أنا مجبور إلحق الـ IQ تبعك”.
تعليق سامي كليب جاء سريعاً، لم يستوعبه جبران باسيل، فالإعلامي المخضرم سجّل هدفه، وتابع طرح الأسئلة وكأنّ شيئاً لم يحدث.
يقول البعض لماذا لم يوقف سامي كليب المقابلة ويطرد باسيل من ملعبه بعدما تعمّد إهانته والتقليل من شأنه، لماذا لم يتخّذ موقف زميله الإعلامي وليد عبدو الذي أوقف الحلقة مع المحلل السياسي حبيب فياض بعدما أهانه، وعمد إلى طرده من الاستديو قبل أن يستأنفها مع ضيوف آخرين.
وليس بعيداً، انسحاب الإعلامي سلام الزعتري من حلقة برنامج “منا وجرّ”، بعد سجال بينه وبين الفنان علي الديك حول الجولان، سجال لم يحترم خلاله الديك أصول الحوار!
أما الإعلامية ديما صادق، فهي أشهر من أوقف بث الحلقات، وكانت لها سابقتين مع وئام وهاب وحبيب فياض، فدفعت بهما لمغادرة الاستديو بعدما تخطّيا الأدبيات في كلامهما!
وبالفعل، كان بوسع كليب وقف الحلقة ودفع باسيل لمغادرة الاستديو، وكانت النقاط ستسجّل لصالحه أيضاً، ولكن لمَ عساه يقوم بهذا وهو يملك ملكة الرد، وباستطاعته استفزاز الذات الباسيلية كما يشاء وهذا ما شهدناه في أكثر من مرة خلال المقابلة.
سامي كليب لم يكن النموذج الذي اعتاد عليه باسيل، هو لا يجيد فن التطبيل أو تلميع الضيف، بل على العكس هو “إعلامي” يدرك جيداً ماهية تاريخه وثقافته وحضوره ومخزونه، وأنّه أكثر حضوراً وأهمية من أيّ ضيف يستقبله.
وهو يجيد أيضاً لعب دور محامي الشيطان، وهذا ما لم يستسغه باسيل، فالنقاط التي تجمع بين حزب الله وسامي كليب لم تشفع لحليف السيد في المقابلة، وتفاهم مار مخايل لم يشكّل رافعة لباسيل الذي أراد من هذه المقابلة إعادة تعويم نفسه بعدما فقد لقب صهر الجمهورية وخسر الامتيازات التي كانت تجيّرها له بعبدا.
مقابلة جبران باسيل مع سامي كليب، تستحق أن تدرّس. فالإعلامي المخضرم أعاد جبران إلى حجمه مراراً وتكراراً، وكان يذكّره في همس الأسئلة أنّه صغير في حضرة الكبار، وأنّ الأنا العونية مهما تضخمت ستبقى “أنا” فارغة، لا ثقافة في غلوّها، ولا مضمون في تفاصيلها، ولا تمتلك أيّ ملكة سوى “الهزلية” و”الصراخ”.
وهكذا كان جبران، صبياً هزلياً، في حضرة الأستاذ.. وهكذا يجب أن يتعاطى الإعلام مع أبواق الفساد!
مواضيع مماثلة للكاتب:
أين لبنان؟.. يا فيروز! | سليم عياش.. “القاتل يُقتل ولو بعد حين”! | نعيم قاسم “يعلّم” على الجيش.. الأمين العام “بالتزكية” ليس أميناً! |