وُعود وأموال وهميّة… هذه هي قصّة مافيات التسويق الهرمي التي تستهدف الشباب اللبناني… احذروها!
كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان”:
من منّا لا يحلم أن يربح أموالاً طائلة، أموالاً سريعة ومن دون تعب كبير؟ طبعاً هذا حلم الجميع! لكن ليست كل الأحلام قابلة للتحقيق خاصة إذاً كان مشكوكاً في أمرها! فمؤخّراً وقع العديد من الشباب اللبناني في فخّ التسويق الهرمي من قبل مافيات تزعم أنها تمتلك شركات فعليّة أما في الواقع، فهي شركات وهميّة! أساليبهم جذّابة وكلامهم مغرٍ! فتخيّلوا أنهم يقولون مثلاً: “يوجد 3 أنواع من البشر: الموظف الذي يبقى موظفاً كل حياته، صاحب العمل الذي يعمل على مدار الساعة ولا يرتاح، أو أنتم الذين ستعملون معنا وتجنون الملايين بينما أنتم تستجمّون على شواطئ الريو في البرازيل!” ما هي إذاً هذه الشركات؟ كيف تطبّق التسويق الهرمي؟ وكيف يمكن كشفها قبل الوقوع في فخّها؟ إليكم كل التفاصيل في السطور الآتية!
هؤلاء وقعوا في فخ “النصّابين”!
سامر شاب جامعي تخرّج مؤخراً من اختصاص إدارة الأعمال، وأقنعه صديقه في البدء بعمل تسويقي يساعده على جني الأموال ريثما يجد وظيفة مناسبة، وبعد أن دفع سامر جزءًا من مدّخراته لقاء الدخول في هذا المجال، وبعدما أقنعوه أنه سيجني ربحاً خيالياً بمجرد استقطاب أصدقاء بعده وإقناعهم بشراء منتج سخيف، وجد أن الكلام الذي سمعه في البداية مجرّد وهم ومحاولة سرقة ناجحة بامتياز!
ما هي هذه الشركات وكيف يتم تطبيق التسويق الهرمي من خلالها؟
يجيبنا عن هذه الأسئلة المستشار في أمن التكنولوجيا والتحول الرقمي والخبير في الأمن السيبراني رولان أبي نجم، ففي مقابلة خاصة لموقع “هنا لبنان”، شرح أبي نجم أن التسويق الهرمي لا يرتكز على بيع منتجات كالتسويق المعتاد، إذ أن عملاء التسويق الهرمي لا يهدفون إلى جمع زبائن لمنتجاتهم، بل يستهدفون عملاء آخرين. ما يعني أن الأمر يدخل في حلقة مفرغة مؤلّفة من أشخاص، هم في الوقت نفسه عملاء وزبائن لمنتج لا يريدونه، لكنهم يشترونه بهدف جذب المزيد من الزبائن وكسب الأموال.
وأضاف أن التسويق الهرمي ممكن أن يكون تحت أشكال متعددة ومختلفة. فبعض الأشخاص بين العامين 2012 و2014 باعوا الشباب أحلاماً كاذبة من خلال إقناعهم في الاستثمار في موقع جديد للتواصل الاجتماعي، وهو Cube7 بواسطة شركة ألمانية تدعى Bonofa! لكن في ما بعد تبيّن أن الموضوع هو عبارة عن كذبة كبيرة وليس سوى شكل من أشكال الـ Pyramid Scheme! وذلك بعد سرقة أحلام الشباب وطبعاً أموالهم!
واستكمل أبي نجم حديثه بالقول: “الأسوأ في الموضوع أن بعد عدة سنوات، تعود المجموعة نفسها التي سرقت الشباب اللبناني عبر شركة Bonofa للعمل مع شركة أخرى تحت اسم JeunesseGlobal من خلال محاولة إقناع الشباب اللبنانيين بما يسمى “Network Marketing” والذي هو أيضاً مجرد قناع للـ “Pyramid Scheme” لكن باسم جذاب أكثر!”
في الواقع، الفرق بين الشركة السابقة Bonofa والشركة الحالية JeunesseGlobal، أن الأخيرة تبيع منتجات لتجديد البشرة، من خلال تجنيد أشخاص لبيع هذه المنتجات. أما الطريقة الوحيدة لكسب المال، هي عبر تجنيد أشخاص آخرين، لأن بيع المنتج سيعود بربح ضئيل! ولكي تصبح مجنّداً من الضروري شراء المنتج، ليقوم الشخص بعد ذلك بتجنيد أقربائه وأصدقائه كي يقوموا بشراء المنتج أيضاً!
ومؤخّراً يتم التخطيط لمشروع نصب جديد، في ميدان العملة الرقمية المشفرة والـNFTs، من خلال شركة Omega Pro التي يرأسها الأشخاص نفسهم مرّة جديدة!
أرباح هائلة وهميّة لصغار الأفراد!
في الواقع نسبة الأرباح قليلة جداً للأفراد، أما الأرباح الكبيرة فتعود للأشخاص الأوّلين في رأس الهرم! فبحسب بيان الإفصاح عن الدخل الخاص بشركة jeunesse لعام 2014، فإن حوالي 86% من المجندين ربحوا 200 $ أو أقل خلال سنة كاملة أما القيّمون على هذه الشركة في رأس الهرم فيجنون الملايين. ولفت أبي نجم أن حتى وبعد فضح الموضوع، لم يتم اتخاذ أي إجراء قانوني بحق هذه المجموعة التي سرقت أموال الشباب اللبناني وهربت!
هل التسويق الهرمي عمل قانوني؟!
هذه المجموعات تزعم أنّ ما تقوم به هو قانوني… لكن بحسب موقع www.finance-guy.net هذا العمل غير قانوني خاصة مع تزايد عدد الدعاوى القانونية المقدّمة ضد الشركة. تجدر الإشارة إلى أن التسويق الهرمي محظور تماماً في معظم البلدان، مثل السعودية مثلاً.
في النهاية، شدد أبي نجم على ضرورة أن يكون لدى الشابات والشباب اللبناني الوعي الكافي، لتجنّب هذه الأمور وعدم الانجرار وراء إغراءات وأوهام كاذبة!
مواضيع مماثلة للكاتب:
مساحات البناء المرخّصة تراجعت.. فهل يعاود القطاع نشاطه؟ | هاجس انقطاع الأدوية يرافق اللبنانيين… فهل من أزمة جديدة؟ | أشجار زيتون الجنوب من عمر لبنان… “قلوبنا احترقت عليها!” |