طار مرسوم التجنيس… وطارت الرشاوى المدفوعة!
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:
يكشف أحد الذين تقدموا للحصول على الجنسية اللبنانية، بموجب مرسوم هو من الحق الدستوري لرئيس الجمهورية أن يُصدره، أنه راجع أحد المعنيين الإداريين بالملف وأسرَّ له أنه دفع ألفين وخمسمئة دولار لأحد المخاتير في بيروت لتكوين ملفه وإكماله، تمهيدًا لتقديمه، وسأله: ماذا أفعل الآن؟ طارت الدولارات وطار المرسوم… وطارت الجنسية!
هناك مستحقون، من دون شك، لنيل الجنسية، وفق معايير معروفة، لكن الذي حصل هو أن هذا الإجراء القانوني، تحوَّل إلى ما يشبه الفضيحة أو المهزلة لفرطِ ما شابهُ من مداخلات ووساطات ودفع أموال.
لإنعاش الذاكرة، في أول العهد، الراحل، صدر مرسوم تجنيس، ففاحت منه روائح دفع الأموال وأن كثيرين ممن حصلوا على الجنسية، بموجب هذا المرسوم، لا يستحقونها. أُحرِجَت دوائر القصر، فكان المخرج بإحالة المرسوم إلى الأمن العام للتدقيق فيه، لكن المرسوم لم يُعلَّق، بل نُفِّذت مفاعيله.
أعاد التاريخ نفسه آخر العهد، لكن “الفرحة لم تكتمل”: أٌعدَّ مرسوم التجنيس، تضمَّن أكثر من خمسة آلاف ملف، لكنه توقَّف عند أبواب وزارة الداخلية والسرايا الحكومية، أُسقِط في يد مَن أعدوه، منهم مَن قبض مالًا، كما حصل في مرسوم التجنيس بداية العهد، فماذا يفعل أصحاب الملفات الذين دفعوا المال؟
إذا كانت هناك من شفافية في هذا الملف، فإنه يفترض نشر جميع الأسماء، طالبي الجنسية، وما هي ظروفهم؟ وما هي اعتباراتهم؟ عند هذا الحد تنتفي كل شبهات دفع الأموال و”تنظيف الملفات” لقاء دفع الأموال.
أحد المعنيين الإداريين بملف التجنيس يقترح أن تخصص للتجنيس منصَّة توضع عليه كل الطلبات، وإذا لم يستوفِ أي طلب الشروط المطلوبة، يخرج من المنصة تلقائيًا.
مداخلات كثيرة شابت المرسوم الأخير، بلغت الملفات في دوائر القصر الجمهوري خمسة آلاف ملف، لم تُراجَع أمنيًا، فتم تجميدها في انتظار هذه المراجعة، في الأثناء بدأت تفوح روائح الأموال والرشاوى، امتنع وزير الداخلية القاضي بسام المولوي عن توقيع المرسوم، فكانت النتيجة أنه تمَّ تعليقه إلى العهد المقبل.
ثلاث سقطات إنتهى إليها العهد:
مرسوم التجنيس الذي انتهى إلى نتائج وخيمة.
الأوسمة التي مُنِحَت في معظمها لأهل البيت ولملتزمي التيار والموالين له.
والطريقة الفولكلورية التي نُظمت بها طريقة خروج الرئيس من القصر، في استحضار نوستالجي لتشرين الأول 1990.
هل تتوقف السقطات ما بعد انتهاء العهد؟ أم أن الطبع يغلب التطبع؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة | تدمير تحت الأرض.. دمارٌ فوق الأرض |