نصرالله يحن إلى رئيس يشبه عون ولحود… و”لطشاته” وصلت إلى مسامع قائد الجيش
كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:
“نريد رئيساً شجاعاً لا يخاف، يُقدّم المصلحة الوطنية على خوفه، وبصراحة أكثر نريد رئيساً لا يُباع ولا يُشترى ومطمئناً للمقاومة، التي كانت على مدى 6 سنوات آمنة الظهر، إذ كان هناك رئيس لا يخاف ولا يطعنها في ظهرها، أو يخونها أو يتآمر عليها، وإذا كنا حقاً وطنيين وسياديين واستقلاليين ودعاة حرية، يجب أن نبحث عن رئيس جمهورية يتحلى بهذه الميزات”.
هذا بإختصار شديد ما جاء في الخطاب الأخير الذي ألقاه الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، والذي أطلق من خلاله السهام السياسية في اتجاه البعض، والغزل السياسي والشوق والحنين للبعض الآخر، مستذكراً الرئيسين السابقين إميل لحود وميشال عون وحبهما ودعمهما الكبير للمقاومة، على مدى السنوات التي تولاها الرئيسان السابقان، إذ كانا رأس حربة في الدفاع عن الحزب وخصوصاً لحود.
وعلى خط “اللطشات” السياسية، فقد وصلت من نصرالله إلى مسامع قائد الجيش العماد جوزف عون، حين غمز من قناة أنه لا يريد رئيساً لا يثق به من ناحية دعمه للمقاومة، أو كان متساهلاً مع “مشاغبي” ثورة 17 تشرين، الأمر الذي ساهم بإرتفاع نسبة شعبية العماد جوزف عون أكثر في الاوساط الشعبية، لأن كلام نصرالله أكد رفضه لوصول قائد الجيش إلى الرئاسة، على عكس ما يشيع بعض المقرّبين من الحزب بأنه غير مرفوض من قبله.
إلى ذلك بدا نصرالله شبه وحيد سياسياً، لأن عدد الحلفاء الحقيقيين قد خف، والخصوم إلى تزايد في الداخل والخارج، حتى أنّ التقارب بدا بعيداً جداً مع بكركي، إذ لم يعد بينها وبين الحزب أي حوار أو اجتماع للجنة المشتركة، على عكس ما يردّد بعض المحسوبين على حارة حريك، وخصوصاً المحللين السياسيين إذ يأتي جوابهم على الفور “بأنّ العلاقة لم تنقطع أبداً بين الصرح البطريركي وقيادة الحزب، لأن الحوار مستمر مع إقتراب عودة المياه إلى مجاريها”.
وفي هذا الإطار يقول راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون خلال حديث لموقع “هنا لبنان” بأنّ الحوار بين بكركي وحزب الله يعاني من البطء، لكن لجنة الحوار المشتركة ما زالت موجودة، وليس بالضرورة أن يكون تواصلها عبر الاجتماعات وفي العلن”، لافتاً إلى أنّ أبواب الصرح مفتوحة أمام الجميع للتعاون بما فيه مصلحة لبنان أولاً، مكتفياً بهذا التصريح لانّه ليس عضواً في اللجنة المشتركة.
وعلى خط مغاير يشير مصدر ديني معني بالملف، فضّل عدم ذكر إسمه خلال اتصال مع موقع “هنا لبنان”، إلى غياب أي حوار مع الحزب، إذ يقتصر الأمر الآن على مبادرات فردية ليس أكثر ، من خلال رسائل ومجاملات ينقلها بعض الأصدقاء المشتركين ليس أكثر، نافياً أن تكون اللجنة المشتركة قد اجتمعت منذ أيام كما تردّد.
ورداً على سؤال حول مدى مساهمة قضية المطران موسى الحاج بتدهور العلاقة بين بكركي وحزب الله، أجاب المصدر الديني: “الملف لا شك أعاد التوتر وقضية المطران الحاج ما زالت تراوح مكانها، ولم يطرأ أي جديد إيجابي عليها لغاية اليوم”، معتبراً بأنّ دعوة البطريرك الراعي إلى ضرورة الابتعاد عن سياسة المحاور، والالتزام بالحياد كحل مريح للبنان، وطرحه إنعقاد مؤتمر دولي خاص بإشراف الأمم المتحدة، لمساعدة لبنان على إيجاد الحلول في القضايا المصيرية العالقة، ساهم أيضاً في التباعد والتباين في المواقف ومن ثم الفتور، لكن يمكن وضع الانفتاح الذي يتحدث عنه البعض بين بكركي والحزب، في إطار الاجتماعات التي يعقدها البطريرك الراعي مع رؤساء الكتل النيابية لبحث الملف الرئاسي، الأمر الذي ينطبق أيضاً على كتلة حزب الله، لربما يقترب الاجتماع بأحد نوابهم، أو من خلال وفد لبحث الاستحقاق الرئاسي، لكن لغاية اليوم لم يظهر أي شيء من هذا.