الإنتخاب بالملالات.. حجة مَن لا حجة له
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:
وصفة التخوين جاهزة: “جئتم على متن الملالة”، وهذه المرة “وصفة” بطبعة جديدة حملت توقيع رئيس مجلس الجنوب سابقًا، عضو مجلس النواب حاليًا، قبلان قبلان، الذي قال في الجلسة السادسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، في لحظة انفعال وغضب، ومن خارج سياق المناقشات: “بالـ 1982 جابوا النواب عالمجلس بالملالات ليعملوا النصاب وانتخبوا بشير الجميّل”.
انفعال النائب قبلان قبلان، أوقعه في ضعف ذاكرة على ما يبدو، وفي علم النفس الإنفعال عدو الذاكرة، فالنواب الشيعة الإثنا عشر الذين صوتوا للشيخ بشير الجميِّل، هل جاؤوا بالملالات؟
عبد اللطيف الزين (الذي أصبح لاحقًا عضو الكتلة النيابية للرئيس بري)، محمود عمار، عم النائب عن حزب الله علي عمار، الرئيس عادل عسيران، والد النائب في كتلة الرئيس بري علي عسيران، كامل الأسعد، صبحي ياغي، حسين منصور، رفيق شاهين، أنور الصباح، كاظم الخليل، يوسف حمود، حميد دكروب، علي العبدالله.
أولئك النواب الشيعة الذين صوتوا للشيخ بشير الجميل، كانوا عدديًا في المرتبة الثانية، بعد النواب الموارنة، وقبل النواب السنة، فهل الإثنا عشر نائبًا شيعيًا “أُحضروا بالملالات”؟ وهل يجرؤ النائب قبلان قبلان على تخوينهم؟
أكثر من ذلك، وبعيداً من جلسة انتخاب بشير الجميل رئيسًا للجمهورية، هناك جلسة “خيانة” تمثَّلت في التصويت على اتفاق 17 أيار. خمسةٌ وستون نائبًا صوتوا على الاتفاق، بينهم ثلاثة عشر نائبًا شيعيًا هم: رفيق شاهين، محمود عمار، حميد دكروب، عبد اللطيف بيضون، علي العبدالله، عبد اللطيف الزين، محمد يوسف بيضون، علي الخليل، عادل عسيران، حسين منصور، صبحي ياغي، أنور الصباح، يوسف حمود، كاظم الخليل.
هل هؤلاء النواب الثلاثة عشر، من الطائفة الشيعية الكريمة، خونة؟ منهم مَن أصبح لاحقًا في كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري، فهل يأخذ الرئيس بري على لوائحه مرشحين “خونة”؟
التخوين أحد أسلحة الحروب الكلامية بين الأفرقاء المتصارعين الذين أصبحوا في مجلس النواب، هل يستدعي الأمر التذكير بأن مسؤولين عسكريين وأمنيين في “جيش لبنان الجنوبي” (جيش أنطوان لحد)، كان كثيرون منهم من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة؟ وإذا غصنا أكثر في التاريخ المعاصِر، هل يذكر أحد مَن أرسل الرائد سعد حداد إلى الجنوب؟
إن “خطاب الخيانة” سيفٌ ذو حدين، ومن غير المناسب لأحد استخدامه لأنه قد يجرح مستَخْدِمَه.
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة |