اللبنانيون سيحرمون من “المونديال”.. أسعار المقاهي “بتكسر الضهر”!
كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:
قبل ساعات من انطلاق المونديال، وهو الحدث الذي ينتظره العديد من اللبنانيين، ما زالت إمكانية متابعة هذا الشعب الكئيب للمباريات مجهولة، فوزير الإعلام زياد مكاري والذي يقوم بجولات وصولات، لم يستطع حتى اللحظة الخروج ببشرى تطمئن هذا الشعب، أنّه بإمكانه أسوة ببقية الشعوب متابعة المونديال عبر الشاشة الرسمية، أي تلفزيون لبنان!
إزاء ذلك، بات المواطن أمام خيارين، أو الاشتراك في القنوات التي تبث الحدث، ودفع مبالغ هائلة من الفريش دولار، أو اللجوء إلى المقاهي، والتي بدورها سعّرت الكرسي، بغض النظر عمّا يطلبه الوافد!
في بيروت وطرابلس مثلاً، تختلف التسعيرة حسب المقهى، وترتفع تبعاً للمباراة وأهميتها، على أن تزداد التسعيرة تلقائياً عند الانتقال من الدوري الأول إلى النصف النهائي وصولاً إلى النهائي
وفي جولة سريعة أجراها “هنا لبنان”، وجد أنّ تسعيرة المقاهي لمباراة يوم الأحد والتي تجمع بين المنتخبين القطري والإكوادور تبدأ من 100 ألف للشخص الواحد، لترتفع إلى 150 ألف في مقاهٍ أخرى، وطبعاً هذه التسعيرة لا تشمل الطلبات.
فيما عمدت بعض المقاهي إلى تحديد تسعيرة الشخص الواحد بـ600 ألف ليرة على أن يتضمن هذا السعر طلباً قد يكون شراباً أو طعاماً أو أي شيء آخر ضمن قائمة يحددها المقهى!
هذه الحجوزات ترتفع في مباريات أخرى، فمثلاً المقهى الذي كان يسعّر الشخص بـ150 ألف، رفع التسعيرة إلى 200 ألف عند سؤاله عن مباراة المنتخب الألماني يوم الأحد المقبل والتي سيلتقي فيها نظيره الإسباني، وعلى خطاه أكّدت المقاهي الأخرى أنّ التسعيرة ستختلف دون أن تحدد المبلغ بعد!
وفي سياق هذه المبالغ الخرافية في ظلّ الوضع الاقتصادي المتردّي، يتوقع البعض وصول تسعيرة الشخص في المباراة النهائية إلى حدود المليون ليرة!
وفيما أصبحت عائلة من 5 أشخاص، تحتاج إلى مبلغ يترواح بين المليون والمليون نصف لمشاهدة المباراة، على أن يصل هذا المبلغ إلى عتبة الـ3 ملايين في حال طلب كل فرد من هؤلاء كوب عصير بالحد الأدنى، فإنّ المتابعين لهذا التضخّم من زاوية اقتصادية لا يعتبرون هذه الأسعار خيالية، باعتبار أنّ المبلغ ما زال كما الأعوام المسبقة بالفريش دولار، فالمواطن الذي كان يدفع في السنوات السابقة بين 5 آلاف و10 آلاف ليرة كانت هذه المبالغ تساوي في تلك المرحلة ما بين 3 و7$، وهذا المبلغ المدولر ما زال على حاله، الفارق الواحد هو سعر صرفه بالنسبة لليرة المنهارة!
إذاً، اللبناني اليوم رهينة اجتماع حكومي يتيح له مشاهدة المباريات مجاناً، وإلاّ سيبقى على هامش هذا الحدث يتابعه بخجل عبر السوشيل ميديا!
مواضيع مماثلة للكاتب:
أين لبنان؟.. يا فيروز! | سليم عياش.. “القاتل يُقتل ولو بعد حين”! | نعيم قاسم “يعلّم” على الجيش.. الأمين العام “بالتزكية” ليس أميناً! |