سلّة جبران الباريسية عادت خالية… ومعادلة بري- ميقاتي- فرنجية تقف له بالمرصاد!
كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:
قالها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وبالفم الملآن: “لن أصوّت لسليمان فرنجية ونقطة على السطر”، موجهّاً رسالة إلى الحليف الوحيد المتبقي له أي حزب الله، عبر تسريب فيديو وعن قصد وفق المعلومات، لإيصال الرسالة وإنهاء الوساطات والاتصالات الداعية إلى مصالحة حليفي الحزب، الذي وعلى ما يبدو يثق كثيراً برئيس تيار “المردة” لأنه لا يوجع الرأس كما رئيس “الوطني الحر”.
إلى ذلك وأمام ما يجري من إطلاق باسيل للسهام السياسية في إتجاه الحلفاء والخصوم معاً، إذ لم يرحم أحداً من “لشطاته”، لا رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ولا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لأن معادلة بري- ميقاتي – فرنجية تقف له بالمرصاد، وستجتاحه قريباً فكيل “الثلاثي” قد طفح، مع اتجاههم إلى ضمّ رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط إلى فريقهم، من خلال وساطات متكرّرة وهذا ليس بمستبعد لأن جنبلاط قابل للتغيّرات، الأمر الذي يخيف رئيس “التيار” ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الذي تجمعه هذه المصيبة مع باسيل، خصوصاً بعد الغزل الذي وجهّه ميقاتي إلى فرنجية، حين عبّر في حديث متلفز عن أمنيته بوصول رئيس تيار “المردة” إلى رئاسة الجمهورية، والتي وصفها نائب في “الوطني الحر” خلال اتصال موقع “هنا لبنان” به بـ ” الزكزكة” السياسية لباسيل، لكنها لن تقدّم ولن تؤخر، وبالتالي لن تؤثر عليه لأنّ هدفها معروف كما قال.
في السياق ولدى سؤال موقعنا لبعض نواب “التيار” و”القوات” عن إمكانية تلاقي جعجع- باسيل لبحث تداعيات هذه “المصيبة”، فضّلوا عدم الغوص بالموضوع لأنه صعب التحقيق.
في غضون ذلك تستمر المناكفات الرئاسية ولو من بعيد، بين رئيس “المردة” ورئيس “التيار”، فالأول متفائل لأنّ فريق الممانعة أوصل له الرسالة التي ينتظرها منذ زمن عبر نجله النائب طوني فرنجية، وهو ترشيحه ودعمه لكن بالخفاء في إنتظار الوقت المناسب لإعلانها رسمياً، وهذا يعني أنّ الطمأنينة طرقت باب فرنجية ولم يعد متوتراً.
أما رئيس “التيار” الذي “يلعبها صح” دائماً، هذه المرة سقط في رهان خاطئ، فقام بجولته على قطر وفرنسا، علّهما يمدّان له الأيادي لتحقيق الحلم الرئاسي، فيعود من جديد ليسلك درب بعبدا بعدما كان متربّعاً على عرشها، فاطمئن في قطر بأنّ العقوبات الأميركية سترفع عنه، بعد وعود الدوحة بإجراء اتصالات مع الإدارة الأميركية، وبمكتب محاماة متخصّص في واشنطن، أما فرنسا فرجع خائباً منها، لأن زيارتها لم تكن ناجحة كما راهن، خصوصاً أنه لم يحظَ بلقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لكنه نجح من هناك بمهاجمة الجميع قائلاً عبر الفيديو الشهير: “بلانا ما فيهم يجيبوا رئيس للجمهورية، وما منسجّل ع حالنا إنه انتخبنا حدا متل فرنجية وهيك منكون رجعنا لمعادلة الـ 1990 أي الحريري – بري – الهراوي واليوم بتصير المعادلة بري- ميقاتي- فرنجية”.
إنطلاقاً من هنا، ستنجح معادلة بري- ميقاتي – فرنجية، وتقلب طموح باسيل بسلوك خط القصر الجمهوري، لأن خصومه كثر في الداخل والخارج، وبالتالي هو ليس رجل المرحلة بل بعيد جداً عنها، وهذا يعني أنّ سلّة جبران ستبقى خالية، إذ لطالما نفذ مقولة “عليّ وعلى أعدائي يا رب”، لكن وفي ظل حرمانه من الحلم المعجزة، أضاف على المقولة كلمة واحدة لتصبح: “علييّ وعلى أعدائي وحلفائي يا رب”، أي أنّ حزب الله بات على الخط الأحمر أيضاً بالنسبة لباسيل ولو بالخفاء.