ضوّي يا نجوم… في عيد الميلاد
كتبت ريتا بريدي لـ “هنا لبنان”:
إنّه عيد الميلاد المجيد، عيد المحبّة، العطاء، الفرح والسلام… شعارات كثيرة نسمعها وبالفعل هي حقيقية، إذ يعتبر من أجمل الأعياد في كل تفاصيله بمختلف الوجهات حول العالم.
تجتمع العائلات والأصدقاء للاحتفال في عيد الميلاد، إلّا أنّه مع الأحوال القاسية التي يمرّ بها الشعب اللبناني اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى، هناك عدد كبير من الأشخاص لن يتمكنوا من عيش هذا العيد بالبهجة والفرح.
صحيح أنّ عيد الميلاد المجيد يرتكز على ولادة يسوع المسيح وتكون المسيرة الروحية محور هذه المناسبة لنتمكّن من خلالها من عيش مسيرة إيمانيّة حقيقية، ولكن من مِنّا لا ينتظر هدية العيد؟ ومَن مِنّا لا يريد التوجه للمناسبات، الاحتفالات، النشاطات التي يتم تنظيمها في هذا الموسم والاحتفال بالأجواء الترفيهية مع المقربين منّا… كل تلك التفاصيل تغيب عن بعض الأشخاص من مختلف الفئات العمرية هذا العام، هم الذين أصبحت الأعياد بالنسبة لهم غصة.
مِن هنا لا يمكن أن ننسى المرضى في المستشفيات الذين يواجهون يومياً الأوجاع المزمنة، ومنهم الأطفال الذين يعانون من مرض السرطان وحالات صحية أخرى صعبة.
لذا انطلقت فكرة مسلسل “ضوّي يا نجوم” الذي سيتم عرضه قريباً عبر شاشة الـ “ام تي في” اللبنانية، وتحديداً سنشاهد العمل قبل أسبوع من عيد الميلاد أي ابتداءً من ليل 18 كانون الأوّل المقبل.
وفي حديث لموقع “هنا لبنان” مع كاتبة المسلسل ديزيريه فرح التي لطالما رسمت البسمة على وجوه الأطفال، في السنوات الماضية وحتّى اليوم، تُطلعنا عن تفاصيل العمل وتُشير إلى أنّ المسلسل سيكون ضمن سبع حلقات بطولة الممثل يورغو شلهوب، الممثلة ايليز فرح باسيل، الممثلة بياريت القطريب، الممثلة ألين شمعون الممثلة هبى شيحان، وإطلالة خاصة لِلمى لاوند، مع أكثر من خمسين طفلاً منهم الاريا النشّار، كيت مرجانه، … وغيرهم، والعمل من إخراج داني جبور.
وتتابع بالقول أنّ العمل منبثق من قصة حقيقية عن طفلة غادرت الحياة بسبب المرض الوراثي الصعب الذي كانت تعاني منه، وتكلفة العلاج كانت تبلغ 6000 دولار أميركي في الشهر.
ينقل المسلسل في حلقاته أيضاً الهموم والمصاعب الكثيرة التي يواجهها الأهل في المستشفيات لتأمين العلاج والأدوية لأطفالهم.
ويقدّم الممثل اللبناني يورغو شلهوب شخصية إعلامي في مسلسل “ضوّي يا نجوم”، وعبر هذا الدور سنُلاحظ كم يستطيع الإعلام تغيير الأمور عند التطرّق للمواضيع الإنسانية، وعلّقت الكاتبة بالقول: “تدخل الإعلام يظهر معاناة الأهل وأن الإنسانية لا تغيب عن مجتمعنا خاصةً بِغياب الدولة. القصة حصلت بِكل تفاصيلها ١٠٠/١٠٠ من ١٠ سنوات وللأسف أن واقع الدواء وعلاجات الأطفال من سيئ لأسوأ”.
وتُضيف Dédé أنّ المسلسل سيعكس للمشاهدين التعب والأوجاع التي تُرافق الأطفال في أعمارٍ صغيرة، وكذلك الألم الذي يختلج نفوس الأهل في تلك المراحل الصعبة مع أولادهم مع قصة لطفلة يتيمة تُعاني هي أيضاً من المرض. ولكن بالمقابل هناك أيضاً فرح عيد الميلاد المجيد في الحلقات التي ستتضمن قصة حبّ جميلة.
لماذا اختيار عنوان “ضوّي يا نجوم”؟
تُشير الكاتبة ديزيريه فرح إلى أنّ هذا العنوان تم اختياره للمسلسل الجديد لأنّه عندما يغادر أحد الأشخاص هذه الحياة نقول أنّه أصبح نجمة في السماء، مع إيماننا أنّ الذين فقدناهم يساهمون في مساعدتنا للاستمرار في الحياة ويرافقوننا في مختلف الأمور التي نعيشها الفرح، الحزن، الأوجاع… وغيرها من تفاصيل يومياتنا. ومن هنا انطلقت فكرة اسم العمل، بالإضافة إلى نجمة عيد الميلاد التي ننتظرها في كل سنة ليلة الميلاد لتخبرنا أنّ الطفل يسوع المسيح قد ولد.
وشدّدت على أنّها كتبت قصة مسلسل “ضوّي يا نجوم” بشكلٍ خاص لفترة عيد الميلاد ولعرضه على الشاشة خلال هذا الموسم.
بعد هذه التجربة الإنسانية قبل كل شيء، ما الذي أضافته على مسيرتك في عالم التلفزيون ومسيرتك الحياتية؟
لمدة عشرين سنة تلتزم الكاتبة ديزيريه فرح في العمل الإنساني، وحكت في حديثها لموقع “هنا لبنان” أنّها تعرفت على عدد كبير من العائلات خلال هذه الفترات، وهناك الكثير من تلك العائلات تعاني من مصاعب كثيرة، إلّا أنّه للأسف في لبنان الأوضاع لا تتحسن. لذا أرادت هذا العام في عيد الميلاد أن تُخبر الناس عن هؤلاء الأشخاص الذين يواجهون المصاعب والأوجاع المستمرة.
وفي تصريحات إعلامية سابقة لها عن مسلسل “ضوّي يا نجوم” قالت Dédé: “نعم تعبت، لكنها رسالتي ولا أتراجع. أخبط بقدمَي من أجل الطفولة”.
وماذا يمكننا القول بعد هذه الكلمات؟ كل ما يمكن أن نتمناه في هذا العيد المجيد أن تهطل النِعَم على الجميع مع ولادة الطفل المخلّص، أن تُمسح الدموع وتُشفى الغصات والأوجاع وتغيب المصاعب… نتمنّى أنّ تستفيق ضمائر المسؤولين الغافلة عن الواقع المعيشي والحياة التي يخوضها عدد من المواطنين والعائلات؛ نتمنّى أنّ تعود الانسانيّة أولويّة في مجتمعاتنا والرحمة أساسية.
نعَم، تذكروا أنّه عيد الميلاد.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في اليوم العالمي للشطرنج: فوائده تفوق التوقعات! | “أهذا حقاً في لبنان؟”.. الهايكينغ يكتسح البلدات اللبنانية ويكشف جمالها! | احتفالاً بأسبوع الأصمّ العربي.. ملتقى “أوتار الصمّ” في الشارقة |