نواب أمة التعطيل
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
النائب هو ممثل للناس الذين اقترعوا له وأوصلوه إلى البرلمان فأصبح وكيلاً عنهم في هذا البلد يدافع عن حقوقهم ويؤمن مصالحهم وتلقائياً مصلحة الدولة وهي بالتأكيد من أولى مصالح الشعب.
النائب ليس فقط ممثلاً لمن انتخبوه بل للأمة جمعاء وبالتالي لم تعد مسؤوليته محصورة بجماعة ما أو منطقة ما بل أصبحت مسؤوليته تمتد على مساحة الوطن وتطال كل شرائح المجتمع باعتبار أن أي تطور أو تحسن يطال أي منطقة أو أي مجموعة يجب أن ينعكس إيجاباً على كل الوطن.
بعض النواب ضربوا عرض الحائط بكل ما سبق وأصبحوا أداة للمزيد من التخريب في لبنان وتحديداً من خلال تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية وبالتالي منع استكمال هيكل الحكم بتشكيل حكومة فاعلة مع الرئيس الجديد تعيد وضع البلاد على سكة التعافي.
إن المطلوب من المجموعات التي انتخبت هؤلاء النواب أن تجيب بالمنطق والواقعية على الأسئلة التالية:
ماذا استفاد لبنان واللبنانيون من التعطيل المستمر لانتخابات الرئاسة؟
هل يدرك هؤلاء النواب والذين يؤيدونهم أن هناك فرقاً بين الترشح والانتخاب؟وأن المرشح ليس بالضرورة أن ينتخب رئيساً إن كان بوجهه مرشح آخر؟
هل استمرار البلاد من دون حكومة فعلية جراء تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية هو في مصلحة لبنان واللبنانيين؟
هل يرضى النواب المسيحيون المشاركون في التعطيل أن يبقى الموقع الرئاسي المسيحي الوحيد في الشرق الأوسط شاغراً ومصيره مصادراً من قبل فئات طائفية أخرى تعتمد على هؤلاء النواب المسيحيين؟
ماذا ينتظر النواب المعطلون؟ توافقاً في ما بينهم على مرشح وهم تأكد أنهم عاجزون عن ذلك؟ هل ينتظرون ضوءًا أخضر من جهة خارجية؟ هل ينتظرون أن يقول المايسترو المحلي كلمته كي يسيروا خلفه؟
في المنطق والعقل لا يمكن للإجابة على هذه الأسئلة أن تجد أي تبرير لتصرف النواب المعطلين لانتخابات الرئاسة، ولكن في المنطق المقلوب لهؤلاء سيأتيك الجواب بأن ما نقوم به من تعطيل هو في مصلحة لبنان واللبنانيين، ولا يمكن استغراب إجابة هؤلاء الذين لم يتورعوا عن التهليل للحرب والخراب والفقر والفوضى بوكالتهم عن الشعب.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |