هيكتور الجبّار
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
من أين يأتي التيّار الوطنيّ الحرّ بخاماتٍ وقاماتٍ وزاريّة وكيف ينجح بالتنقيب عنها ودفعها إلى الواجهة كمثل ماريو عون، وكابي ليّون، وبيار رفّول، وغسّان عطالله، وشربل نحّاس، وغادة شريم، وشربل وهبه، ووليد فيّاض وكلّ منهم حالة تنويريّة؟ وآخر إكتشافات القرن هيكتور الجبّار، وزير الشؤون الإجتماعية، طبيب الأسنان الناجح في الحقل الإجتماعي والفاشل جداً بالحقل الوزاري. طبعاً ما خلّوه. كلّما حاول أن ينجز “يفركشوه”. وإن ننسى لا ننسى صاحب مقولة “ما حدا يسمّعني صوتو” فادي جريصاتي.
ولدى التيّار، ضمن كادراته ومعارفه، مثل هذه النخب، سيَحين دورها آجِلاً، لكن ما يبدو مستحيلاً على التيّار البرتقالي في المستقبل، إطلاق شخصية كاريسماتيكية بحجم هيكتور الجبّار المصنّف عدواً رقم واحد لمنتجات هاغيز وحفاضات سانيتا الوطنية.
شكّل هيكتور رأس حربة عونية في مواجهة نجيب ميقاتي، والأصحّ شكّل حائط صدّ، وبنيته الجسدية تؤهّله للعب هذا الدور. عندما سمعته على شاشة الـ “أم تي في” يقول منفعلاً “هلأ جايين يتعنتروا على التلفزيونات بعد ما فلّ فخامة الرئيس؟ وأين كان أحد الوزراء الذين تمادوا في انتقاد الرئيس عون عندما هدّده وزير الثقافة داخل الجلسة؟” أيقنت أن هيكتوراً ناوي عالشرّ. وصدق حدسي.
وجاء بيان الوزراء التسعة (في عيد البربارة)، المتضمّن اعتذاراً عن حضور جلسة مجلس الوزراء الإستثنائية، والذي كتبه جبران الرابع عشر، بحبر الميثاقية والحسّ الوطني المرهف، ليترجم أفكار الحجار ونواياه. وكم كانت سعادة هيكتور عارمةً عندما أُسندت إليه مهمّة إيصال رسالة قوية إلى المدعو نجيب ميقاتي. رسالة مزدوجة من الرئيسين السابق واللاحق.
تذكر هيكتور يوم تصدّى زعيم التيار لرئيسه المباشر تمام سلام في العام 2015، كمُصادِرٍ لصلاحيات ليست له. يومها نهره تمام بك. “إستوطى” حيط وزير الخارجية والمغتربين بقول رئيس الحكومة آنذاك “لمّا بئذنلك بالكلام بتحكي معالي الوزير لما ما بئذنلك بالكلام بتسكت معالي الوزير. إذا بتريد ما تخلينا، من أول الطريق التزم حدودك. مش ممكن أسمح بهذه الطريقة. إذا ما عجبك هيدا الكلام اتفضل اعمل الإجراء يللي بريحك.”
زمن الشغور الأوّل تحوّل. وهيكتور قادرٌ على وضع حدٍّ لغيّ ميقاتي واعتدائه الموصوف على صلاحيات رئيس الجمهورية. نزل إلى السراي بكل ثقله. إنضمّ إلى جلسة مجلس الوزراء رافعاً التحدي: “ليك يا نجيب بدّك توقّف الجلسة. أنا هون عم مثّل فخامة الرئيس” ظنّ هكتور، أن بمجرّد أن يسمع ميقاتي الفائق التهذيب هذا الكلام، سيصفرّ خوفاً وتصطك ركبتاه ويختفي صوته ويفرط الجلسة لتجنّب غضب بيّ الكل، شعلة الغضب المستدام.
بقية الحكاية تعرفونها.
بعد مجلس الوزراء، شوهد دكتور هيكتور، “مبشّط” على الكنبة في صالون السراي، مشاركاً في اللقاء التشاوري. “كلوز” على وجهه. وداعةٌ مطلقة ونظرات تشي بالبساطة المفرطة. ويا عيني عالبساطة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |