حلم جبران لن يموت ولو بعد 17 عاماً على استشهاده!
كتبت يارا الهندي لـ “هنا لبنان”:
سبعة عشر عاماً على اغتيال لبنان الحلم. 12 كانون الأوّل 2005 هو التاريخ الذي اغتيل فيه الصحافي جبران تويني الذي حلم بوطن، من المؤكد أنّه لا يشبه الوطن الذي وصلنا إليه اليوم، إلا أنّ الديك لا يزال يصدح بصوته ولن يستكين.
بعد أعوام على استشهاد والدها، تسرد ميشال جبران تويني الموقف الذي قد يتخذّه الشهيد المناضل من كل ما يجري في لبنان، وتقول لـ “هنا لبنان”: “من المؤكد أنّ لدى جبران تويني الكثير من الحزن على ما يشهده لبنان الذي أحبّه وناضل من أجله، أي لبنان الجمهورية والمؤسسات التي باتت غائبة اليوم”، مضيفة: “على الرغم من اغتيال جبران إلاّ أنّ ما يجري حالياً هو بمثابة اغتيالٍ يومي له من قبل الطبقة الحاكمة التي أوصلت البلد إلى الانهيار. لذلك عامًا بعد عام، تصبح هذه الذكرى أصعب وأبعد عن حلم جبران، لأنّه على الاقل لو تحقق جزءٌ من أحلامه لاسترددنا القليل من حقّنا”.
وتتحدث تويني أيضاً عن زمن الـ “لا عدالة وتهرّب المجرمين من العقاب، خصوصاً بعد تفجير 4 آب واغتيال لقمان سليم، بما معناه أنّ كلّ صحافيّ حرّ أصبح مهدداً بالاغتيال”.
وتسهب تويني في الحديث عن تواضع والدها، وإلى جانب الذكريات الشخصية التي لا زالت عالقة في ذهنها، تستذكر الوقت الذي أمضته معه، معتبرةً أنّ “لبنان أخذ جبران من عائلته، ليس بعد استشهاده فقط، إنّما كذلك عندما كان على قيد الحياة، بسبب شغفه لمهنته وبلده”.
إلى ذلك، تلتصق ذكرى 14 آذار وتفاصيل تلك المرحلة، بذاكرة ميشيل تويني، خصوصًا بعد مراقبتها والدها وهو يكتب القسم الشهير الذي جمع اللبنانيين، بطريقة عفوية على ورقة في مكتبه في صحيفة النهار. وتصف ميشال هذه اللحظات، بالقول: “إنّ فرحة جبران كانت عارمة، فهو اعتبر يوم 14 آذار انتصاراً بحدّ ذاته ضد الفريق الداعم للسوريين، وأنّ ما حصل هو حلم وتحقق، فالشهيد ناضل ضد الاحتلال السوري وبالتالي رأى أنّ نضاله أوصله إلى ما كان يحلم به”.
حلم جبران لم يترسّخ بين أفراد عائلته الصغيرة فقط، بل امتدّ إلى أفراد عائلته الثانية أي أسرة “النهار”، في هذا السياق يتحدث نائب رئيس تحرير الصحيفة نبيل بو منصف لـ “هنا لبنان” عن المرحلة التي عايش فيها الشهيد جبران تويني معتبراً أنّه لم يتخيّل يوماً ما حصل، ولم يأتِ في باله يوماً أن يتحدث عن ما قد يتخيّله جبران بعد استشهاده، قياسًا لمسار جبران وتضحياته وشهادته ولكل ما أنجزه في حياته.
واعتبر بو منصف أنّ “جبران قد يكون مفجوعاً ومصدوماً بسبب المشهد اللبناني بشكله الحالي، والذي يناقض ما عمل لأجله تويني، ويناقض الدم الذي هُدر في سبيل وطن قدّم الكثير من الضحايا مثل جبران تويني ورموز ثورة الأرز، وكل من آمن بسيادة هذا البلد واستقلاله واستشهد من أجله”.
ويتابع بو منصف متأسفاً: “الوضع مأساوي، وما هو أخطر من الوضع السياسي، هو وضع الشعب اللبناني الذي يشعر باليأس والذي لم يعد مؤمناً بفعل الانتفاض، وهو أمرٌ ندر جبران نفسه في سبيله، وأصرّ على أن يكون الشباب نبض التغيير والتجديد، إلاّ أنّ جبران كان مؤمناً لدرجة أنّه قدّم نفسه فداء مبادئه وبالتالي لا يستسلم ولا يستكين”.
وأكّد بو منصف أنّه يتبع النهج نفسه، وبعد 17 عاماً على استشهاد تويني، يختم قائلاً: “لن نفقد إيماننا باللبنانيين، الذين لن يضيعوا المسار الذي استشهد من أجله جبران”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ميقاتي وصفقة المليار يورو… على “ظهر اللبنانيين” | قنبلة الذوق الحراري: مواد كيميائية تنذر بكارثة جديدة في لبنان! | “دورة خفراء في الجمارك” تثير الجدل مجددًا… فهل يتم إقصاء المسيحيين من وظائف الدولة؟ |