الانتظار سيّد الموقف… فهل موسم التزلج في لبنان بات في خطر؟
كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:
مع بداية فصل الشتاء من كل عام، ينتظر اللبنانيون المقيمون في لبنان والمغتربون منهم موسم التزلج، وخصوصاً في عطلة عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة. حيث أن معظم الأشخاص يأخذون عطلة للراحة والاستجمام في المناطق الجبلية العالية، وليتمتعوا بالجوّ البارد في الخارج والدافئ في الداخل.
ومع بداية شهر كانون الأول تشاءم اللبنانيون بهطول الأمطار التي أغرقت المواطنين على الطرقات، واجتاحت المنازل والمحلات التجارية في بعض المناطق اللبنانية، ومنها الساحلية. وطبعاً، كل ذلك بسبب إهمال الدولة والمسؤولين فيها. وبالرغم من ذلك، لطالما كان الشتاء موسم خير على اللبنانيين بهطول أمطاره وبياض ثلوجه، وافتتاح موسم تزلج واسع يحرّك العجلة الاقتصادية اللبنانية ويعطي أملاً لأصحاب المحلات والمطاعم، ويساهم بإنعاش الجوّ الاجتماعي- الاقتصادي والترفيهي للعائلات والشباب والأولاد كما للسواح الأجانب واللبنانيين المغتربين أيضاً.
ولم يخفَ على أحد حادثة مركز تزلج الأرز التخريبية التي حصلت منذ شهرين تقريباً، إلا أن المعنيين استعادوا مهامهم واستعدّوا لاستقبال المتزلجين من جميع المناطق لبدء موسم التزلج هذه السنة، مثل جميع المناطق الجبلية التي فيها مراكز تزلج، مثل كفردبيان واللقلوق وغيرها… ولكن المشكلة اليوم، ليست في كيفية استعداد مراكز التزلج لهذا الموسم السنوي، أو نسبة الإقبال على تلك المراكز.. بل المأزق يكمن بقلة هطول الأمطار والثلوج هذا العام، بالرغم من أننا على مقربة من السنة الجديدة، ولا سيما أننا أصبحنا في نصف شهر كانون الأول، ولم تتجمع الثلوج حتى الآن لبدء موسم التزلج في كافة المناطق الجبلية.
وبالتالي، هل موسم التزلج في لبنان أصبح في خطر؟… وهل المعنيون والمسؤولون عن هذا الموسم يتخوّفون من شلل اقتصادي؟
في هذا الإطار، كشفت صاحبة مركز التزلج في اللقلوق نور صعب في حديث خاص لـ “هنا لبنان” أنه في العادة تهطل الثلوج في المنطقة بنسبة مرتفعة بين عيدي الميلاد ورأس السنة، متفائلة بأن تتساقط الثلوج في الأسبوعين المقبلين، مشيرة إلى أن اللقلوق اليوم خالية من الثلج ومركز التزلج مقفل حتى الساعة. ولفتت إلى أن التجهيزات تمّت على أكمل وجه، مؤكدة أنهم مستعدون لموسم التزلج المرتقب هذه السنة.
كما أوضحت صعب أن المنتجع السياحي في اللقلوق مفتوح، ويستقبل كل الزوار في الفنادق والشاليهات، بالإضافة إلى أن الناس تأتي لممارسة رياضة المشي في الطبيعة، والنشاطات الترفيهية، وورش عمل… وأضافت المشروع يقدّم سهرات موسيقية بالقرب من المدفأة، مؤكدة أن العمل لا يتوقف ويفتح كل أيام السنة بالرغم من عدم سقوط الثلوج.
مع استعداد الناس للشتاء، لا يزال تساقط الامطار خجولاً في المناطق كلها، ولكن قسوة البرودة قد بدأت تضرب أعالي الجبال والقرى العالية. واليوم اللبناني يترقب تساقط الثلوج للقول أننا قد بدأنا فصل البرودة والجمال والبياض اللامع والساطع في جبال لبنان الخلابة.
إذاً، يصحّ القول: أن “الانتظار سيّد الموقف”…
مواضيع مماثلة للكاتب:
الصحة الإنجابية في خطرٍ كبير… لبنان كالصين: ولد واحد لكل عائلة! | القطاع التعليمي في لبنان عالق بين “الردّين” و”المفاوضات” | أحداث الجنوب تربك اللبنانيين.. إلغاء رحلات ورفع للأسعار! |