نداء إلى “الأهالي”: كفى اعتداءات على “اليونيفيل”!
كتب رامي الريّس لـ “هنا لبنان”:
صحيحٌ أن الترهل القضائي في لبنان وصل إلى درجات غير مسبوقة، ولكن الصحيح أيضاً أن الحاجة لكشف الفاعلين والمتورطين في حادثة الاعتداء على قوات حفظ السلام في جنوب لبنان (اليونيفيل) لا يجوز أن تمر مرور الكرام.
ليس هذا الاعتداء الأول من نوعه وعبارة “الأهالي” الذين في كل مرة يُقال أنهم مسؤولون عمّا يحصل مع هذه القوات باتت تتطلب مراجعة دقيقة، والأسلوب الأنجع للقيام بذلك يكون من خلال كشف ملابسات ما حصل، لا سيّما أنه حصل بعد تعديل مهام “اليونيفيل” التي قيل أن بعض الأطراف اللبنانيّة لا توافق عليها.
من هم هؤلاء “الأهالي” الذين ينقضون على دوريّة للأمم المتحدة ويمطرونها بوابل من الرصاص وصولاً إلى مقتل أحد جنودها المنتمين إلى الكتيبة الإيرلنديّة؟ ومن هم هؤلاء “الأهالي” الذين يعرفون تماماً كيفيّة توقيت اعتراضهم لآليّات الأمم المتحدة وتكون في كل مرة في لحظة سياسيّة معيّنة؟ ثم، ماذا عن تلك “البيئة” التي يُفترض أن تكون “حاضنة” لعمل قوات الطوارئ الدوليّة التي تقوم بمهمات محوريّة في الحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان؟
المهم اليوم أن لبنان لا يستطيع أن يتحمّل أية مغامرات عسكريّة جديدة أو أن تقدّم بعض الأطراف فيه الذرائع التي نادراً ما تحتاجها إسرائيل للانقضاض على لبنان وتفريغ حقدها التاريخي ضده، خصوصاً أنها على مشارف تشكيل حكومة يمينّية راديكاليّة قد تكون الأكثر تطرفاً، ولو أن كل حكوماتها منذ اغتصاب فلسطين كانت متطرفة يميناً أو يساراً.
في حال تجاوز لبنان قريباً حقبة الشغور الرئاسي ولم تتواصل سياسات الاستعصاء والاشتراطات الهمايونيّة التي تسعى بعض الأطراف لفرضها، فإنه من الضروري أن تكون أولى مهمات رئيس الجمهوريّة الجديد الانطلاق في بحث خطة دفاعيّة تعزّز قدرات لبنان في الحفاظ على حدوده وسيادته وأراضيه، وتفضي في نهاية المطاف إلى حصر السلاح بيد الدولة أسوة بما هو معمول به في كل دول العالم وأن يكون قرار الحرب والسلم يعود إلى الدولة وحدها.
لا يزال أمام لبنان مسارات طويلة من العمل لبلوغ مرحلة بناء الدولة المرتجاة، ولكن، بانتظار تحقق ذلك، فلنحافظ على الحد الأدنى من مقومات الاستمرار والهدوء، وفي طليعة ذلك الإبقاء على الاستقرار، ولو كان هشاً، على الجبهة الجنوبيّة!
في الوقت المستقطع، نداء إلى “الأهالي”: أوقفوا اعتداءاتكم على قوات “اليونيفيل”!
مواضيع مماثلة للكاتب:
7 أكتوبر: منعطف جديد في الشرق الأوسط! | لبنان يُهمَّشُ أكثر فأكثر! | إلى متى انتظار تطورات المشهد الإقليمي؟ |