شريعة القتل: “ساعة بالغلط وساعة بالضلال!”
كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان”:
يجدر بالباحثين عن حقيقة مقتل الجندي الإيرلندي في قوات اليونيفيل شون روني، الاطلاع على خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في ١٧ أيلول الماضي بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي في ٣١ آب الماضي والقاضي بالتجديد لقوات اليونيفيل في جنوب لمدة سنة واحدة، وبتحرير مهامها عبر عدم تقويض حركتها بإذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها، بحيث يسمح لها إجراء عملياتها بشكل مستقل، والذي قال فيه أنه “إذا أرادوا أن يتصرفوا بعيداً عن الدولة وعن الجيش اللبناني المعني بالحركة في جنوب الليطاني، فإنهم يدفعون الأمور إلى مكان ليس لمصلحتهم”.
أما الشيخ صادق النابلسي المقرب من حزب الله فقد صرح إثر مقتل الجندي الإيرلندي في قوات اليونيفيل “إن بعض الدول المشاركة في اليونيفيل تعمل وكيل أمن لإسرائيل، ويعرفون الطرق والزواريب في لبنان كما يعرفون أبناءهم، لم يكونوا تائهين في هذا المكان ولم يكن غرضهم الخروج إلى شارع “مونو” لاحتساء الكحول. الخروج عن جدول الأعمال وتجاوز الجيش اللبناني مراراً وتكراراً ليس بريئاً”.
فحوى الكلام بين نصرالله والنابلسي يكاد يتشابه، فالأول توعد والثاني برر. وبيان حزب الله الذي صدر على إثر الحادث والذي وضع الجريمة في خانة الخلاف مع الأهالي، يبدو أنه لم يكن كافياً لإزاحة الحزب من دائرة الاتهام. فهل للحزب أن ينكر ما جاء من وعيد على لسان أمينه العام قبل الجريمة بأقل من شهرين؟ وهل الشيخ النابلسي هو من يضع لقوات الشرعية الأممية مسار تحركاتهم؟ ولماذا هناك مناطق خارج سلطة الشرعية المتمثلة بالجيش اللبناني أو قوات اليونيفيل؟
أما آن لقيادة حزب الله التوقف عن الاستخفاف بعقول اللبنانيين أكثر؟
خصوصاً وأن نفس المسرحية المتبعة اليوم اتبعها الحزب في ٢٩ آب ٢٠٠٨ إبان اغتيال الضابط الطيار سامر حنا على يد أحد عناصرهم تحت حجة أنهم أخطأوا بالتحديد و”ظنوا أنه طيران معادٍ”، الحقيقة نعم إنّ سامر حنا وكذلك الجندي الإيرلندي شون روني هما أعداء الدويلة واللاشرعية التي يمثلها حزب الله.
فهل لأحد أن يبرر لنا مقتل ضابط طيران لبناني يحلق فوق المناطق المؤتمن عليها وعلى سيادتها من مجموعة تدعي المقاومة؟ وكيف لجندي أممي ترك أهله لضبط السلام في بلاد الغير وتحت غطاء السلام الأممي أن يتم اغتياله لمجرد أنه مر في شارع خاضع لسلطة حزب الله؟
الحقيقة التي لم يقلها أحد أن شريعة القتل لدى حزب الله محمية ساعةً “بالخطأ” وساعة أخرى “بغضب الأهالي”، أترى لماذا لم يغضب الأهالي قبل ٣١ آب تاريخ صدور القرار الجديد عن مجلس الأمن؟ وكيف لأحد أن يخطئ في التمييز بين طيران الجيش اللبناني والطيران المعادي الإسرائيلي؟ الجواب أصبح يعرفه الجميع ولكن قلة قليلة تتجرأ على قوله…
على ما يبدو أن ما لم تستطع دماء سامر حنا إيضاحه أصبح ساطعاً مع دماء شون روني، والحقيقة هذه المرة لن تتوقف عند تسليم شخص من هنا ومحاكمته صورياً، هذه المرة الجريمة أممية وليست محلية وعند الأمم “احفظ رأسك!”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
 بسام مولوي من معدن الرجال الرجال! |  لبنان يتأرجح بين مطرقة شاوول وسندان الشامي! |  انتخابات القوات أمثولة… كيروز لـ “هنا لبنان”: القوات إطار جامع لأجيال المقاومة |
