اعتكاف القضاة… هل شلّ عمل المحامين في لبنان؟
كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:
في حين أن البلد يتخبّط بكل المشاكل التي يمكن أن تصيب أي دولة، و لا سيما بالمشاكل السياسية والاقتصادية التي باتت من يوميات الشعب اللبناني، نلاحظ أن ضمن كل تلك الأزمات اللبنانية اللامتناهية، مشكلة اعتكاف القضاة عن العمل القضائي والقانوني. إذ أن قضايا الناس متعلّقة بقرار منهم لحلّ مسائلهم القضائية والقانونية وللبت بتنفيذها وإصدار الأحكام العادلة لكل قضية منها.
اليوم، قضاة لبنان يستمرون بتعليق عملهم، وخصوصاً بعد أن طالت الأزمة الاقتصادية والانهيار الاقتصادي حياتهم المعيشية والعملية. بالإضافة إلى عدم مراعاة الدولة لمطالبهم، التي تعتبر محقة إلى حد ما خصوصاً في هذا الوضع الصعب الذي يمرّ به لبنان والمجتمع اللبناني، وفي ظلّ غياب الحلول المستدامة من قبل الدولة اللبنانية لأي مشكلة حلّت على أي قطاع في لبنان.
وبالتالي، إن عمل المحامين يستوفي وجوداً للعمل القضائي لاتخاذ القرارات والأحكام في أي قضية يستلمها أي من المحامين في لبنان… فهل المحامون يمارسون واجبهم القانوني بشكل عادي وطبيعي؟ أو أن اعتكاف القضاة يؤثر بشكل كبير على إنجاز مهامهم وإتمامها على أكمل وجه؟
ففي هذا الإطار، تشير المحامية في الاستئناف إيميه الحلو في حديث خاص لـ “هنا لبنان” إلى أنه في ظلّ اعتكاف القضاة فإنّ القضايا القانونية لا تزال عالقة في المحاكم إلى أجل غير مسمى. وأضافت أنه لا يتم عقد جلسات ولا تقديم استدعاءات أو لوائح ولا حتى إجراء تبليغات.
وقالت الحلو انه إستثنائياً يتم قبول طلبات قضايا الأمور المستعجلة الضرورية والملحّة فقط، وكذلك الشكاوى الجزائية الطارئة، كقضايا القتل والسرقة والخطف. أمّا الشكاوى غير المهمة فتغفو منتظرة من يوقظها.
وتابع أن المحامين يتنقلون بين أروقة السجلات التجارية التي تفتح أبوابها ثلاثة أيام قي الأسبوع على الأكثر.
أمّا عن المعاملات العقارية، فلفتت الحلو إلى أن المعاملة التي كانت مدّة تنفيذها تستغرق شهريْن قبل الأزمة الإقتصادية على الأكثر أصبحت مدّتها مفتوحة إلى أجل مفتوح.
كما كشفت أن الطوابع بات مصيرها كالدولار في السوق السوداء، موضحة أن الطابع الذي كانت قيمته ألف ليرة لبنانية “انقرض” وانقرضت معه ضمائر بائعيه…
وختمت الحلو حديثها لـ “هنا لبنان” أن المحامين سجناء الوضع الراهن ولا يجدون من يحامي عنهم سوى أملهم بإعادة الحال إلى ما كانت عليه في السابق.
لا يزال الوضع اللبناني صعباً على كافة الاصعدة، إلا أن الأمل موجود ومستمر في وجدان اللبنانيين، لعلّ وعسى أن يأتي “سوبر مان” سياسي-اقتصادي وينقذنا من جهنم التي أوقعتنا بها الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
الصحة الإنجابية في خطرٍ كبير… لبنان كالصين: ولد واحد لكل عائلة! | القطاع التعليمي في لبنان عالق بين “الردّين” و”المفاوضات” | أحداث الجنوب تربك اللبنانيين.. إلغاء رحلات ورفع للأسعار! |