في الغابة اللبنانية.. الكبير يفترس الصغير!
كتبت كريستل شقير لـ “هنا لبنان”:
في غابة لبنان، حيث يفترس الكبير الصغير والقوي يأكل الضعيف، غالباً ما يقع المستهلكون وبسهولة مطلقة ضحية تجار من عديمي الضمير الذين لا يتورعون عن ارتكاب الغش.
ومع انعدام الرقابة اليومية على الأسواق لرصد أسعار السلع ونسبة التغيرات التي قد تطرأ عليها، يسرح تجار كثر ويمرحون ولديهم من الجشع ما يكفي لأزمات وليس أزمة وهم يبتكرون الأساليب لتبرير جرمهم الموصوف بحق الناس حال ضبطهم.
وفي جولة على بعض المحال التجارية، تصطدم بحائط الطعم اللامحدود للتجار من دون التعميم طبعاً… فمع دولار يتراقص على حافة الـ 46 ألف ليرة لبنانية، أبسط هدية قيمتها 10 $ تعادل 460 ألف ليرة لبنانية ما يساوي تقريباً ثلث الحد الأدنى للأجور في لبنان، وسيارة كهربائية لولد بعمر الخمس سنوات لا تقل عن 15$ مثلاً لتأتي إلى هدايا الكبار وتقع في صدمة “الفريش” المنتشر بقوة على الرفوف وضمن الفواتير فأي قميص قد يبدأ سعره بـ 13$ ويصل إلى 25$.
ونحن نستكمل الجولة، لعبة للأطفال تباع بـ12$ هنا ونفسها بـ 16$ هناك، عدا عن غزو محال “الأونلاين شوب” وتفاوت الأسعار بين بعضها البعض فيما المصدر غالباً ما يكون واحداً.
وإذا ذهبنا إلى جمعة العائلة ليلة العيد، وأردت ترتيب عشاء شرعي فكارثة من نوع آخر تبدأ بأسعار الخضار حيث سعر الخيار مثلاً يقارب 25 ألف ليرة لبنانية، ولا تنتهي بأسعار اللحوم والتي تحتاج لشرائها راتباً إضافياً حيث لا يقل سعر الاوقية (200 غرام ) عن مئتي ألف ليرة وهي لا تكفي أصلاً لشخصين.
وهنا يؤكد صاحب أحد المحال التجارية في كسروان أن الحركة ناشطة عشية الأعياد لكن عائلات كثيرة اعتاد على رؤيتها خلال هذه الفترة، غابت وجوهها ولا أثر لها كما أن كثيرين يأخذون ما يحتاجون إليه بالقطارة كما يقول.
لكن مهلاً على كوكب لبنان، شريحة تعيش في عالم آخر لا تعرف أزمة اقتصادية ولا ترشيداً، وعلى تفاصيل يومياتها لم يطرأ أي تعديل.
ليضيف صاحب المحل نفسه: صحيح أيضاً أن شريحة من المواطنين لا تكترث للأسعار فهي تتقاضى راتبها بالفريش دولار ما يجعلها ميسورة أكثر من غيرها ولا تعير أهمية لأي ارتفاع قد يحصل.
هذه الفترة التي تشتعل فيها الأسعار لتكوي المواطن منذ زمن وليس فقط مع الأزمة، ستمر، يبقى أن حرية الأسواق لا تعني تحويلها إلى فوضى يمارس من خلالها التجار ما يريدون، بل تعني حماية الناس من جشع قاتل ما يستوجب الإفراط في الإجراءات المتخذة وإذا كانت وزارة الاقتصاد قد جنّدت مراقبيها لبسط السيطرة على السوق غير أن أعداد المراقبين لا تكفي لإتمام الواجب على أكمل وجه.
مواضيع مماثلة للكاتب:
قمة “إجماع عربي” في الرياض.. ولبنان سيحضر في البيان الختامي! | الجيش خط أحمر.. سور كنسي يحمي القائد! | “المجاري” تغزو الساحل.. روائح كريهة تخنق المواطنين وتهدد حياتهم! |